لوحة فسيفساء سورية من مختلف المحافظات كان عمادها رسالة للحياة والإنسان وأداتها حناجر 250 شاباً وشابة من 10 جوقات وكورالات صدحت للحب والجمال والوطن مختتمة ملتقى “جوقات سورية” بنسخته الثانية الذي أقامته الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون على مسرح الأوبرا بدمشق برعاية وزيرة الثقافة د.لبانة مشوّح.
وزيرة الثقافة تحدثت بان الملتقى سيكون سنويا والانتقال من مرحلة جمع الجوقات الموسيقية الى مرحلة إقامة مسابقات فيما بينها، ليكون هناك تنافسا وتطوير لادائهم، ليعكس تنوع اللغات الموسيقة والاداء الموسيقي في المحافظات السورية التي تقدم كل جوقة اسلوبها الخاص، ولتتناغم جميع النغمات سويا وتتعارف ووتتألف فيما بينها لتحقيق الهدف المجتمعي والانساني الذي نسعى الوزارة إليه إلى جانب احياء التراث وهذا الفن الراقي ودعم هذه الجوقات الموسيقية.
وأكدت الوزيرة إلى أن الهدف الاستراتيجي هو الحفاظ على التنوّع الثقافي وتنوع المكونات الثقافية والتي تعزّز الهوية الوطنية، وهو جزء من برنامج وزارة الثقافة الذي قدم ضمن البيان الوزاري وهو برنامج حماية صون التراث المادي والامادي معتبرةً أن هذا التنوع التراثي الغني هو جزء من عملية توثيق التراث اللامادي بهدف حمايته وصونه للأجيال القادمة، مع العمل على تطويره لضمان استدامته.
مدير عام الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون المايسترو اندريه المعلولي لفت إلى أهمية الملتقى والورشات التي قدمت من خلاله، والإضاءة على الموسيقا السريانية السورية الأصيلة التي غنّتها جميع الجوقات.
وبهدف تقديم الأجمل والأفضل كسر القائمون على الملتقى الرتم المعتاد في الحفلات فكانت الفقرة الأولى من برنامج الختام لأعضاء جوقة مار افرام السرياني البطريركية بقيادة المايسترو شادي سروة.
الجوقة التي تأسست عام 1980 شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية المحلية ونظمت العديد من المبادرات المجتمعية قدمت خلال الأمسية مجموعة من الأغاني السريانية القديمة ومن التراث الماردلي القديم.
وأدت الجوقة مجموعة من الأنماط الموسيقية السريانية من أناشيد لمؤلفين سوريين مقدمة عبرها توثيقاً تاريخياً لأحداث اجتماعية كما قدمت ميدلي جزراوي ضم أغاني ضالالي وأمي قومي طلبيلي وحلوة طلتكي وأهلا وسهلا.
أما الجزء الثاني من الأمسية الكورالية التي قادها المايسترو ميساك باغبودريان فاستعرض نتاج ورشة العمل التي أقيمت على هامش الملتقى بمشاركة 10 جوقات 4 من دمشق و6 جوقات وكورالات من المحافظات والذي تضمن أربعة محاور وهي تقنيات الغناء الكورالي وأنماط الغناء وأنواع المؤلفات الكورالية وألعاب كورالية والموسيقا الشعبية السريانية.
وغنت الجوقات المشاركة في الملتقى مقطوعات من تأليف المايسترو بشر عيسى “ع الروزانا” و”سوق دمشقي” تأليف المايسترو حسام الدين بريمو” وميدلي من الأغاني الشعبية السريانية من إعداد المايسترو شادي سروة ليختتم الملتقى بالأغنية الوطنية بكتب اسمك يا بلادي والنشيد العربي السوري.
وكرمت وزيرة الثقافة والمدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون خلال ختام الملتقى الجوقات المشاركة وهي كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا وجوقات صدى يبرود وارجوان طرطوس وقوس قزح دمشق وكنيسة أم الزنار حمص وحنين صافيتا وغاردينيا دمشق والراعي الصالح اللاذقية واسبنتاريان حلب ومار افرام السرياني دمشق.
دمشق-سانا
رشا محفوض
تصوير غياث حبوب