نظّمت وزارة الثقافة، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ندوةً فكرية بعنوان: “صناعة الوعي: سلطة الكلمة بين المنبر والعقل”، في المكتبة الوطنية بدمشق، قدّمها كلٌّ من وزير الثقافة الأستاذ محمد ياسين الصالح، ووزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري، بحضور عدد من الخطباء وأساتذة المعاهد الشرعية في دمشق وريفها.
وخلال الندوة، أكّد الوزير الصالح أن صناعة الوعي في هذه المرحلة المفصلية تتطلب شراكات استراتيجية مع الجهات الفاعلة، ومن ضمنها وزارة الأوقاف، نظرًا للدور المحوري الذي يضطلع به خطباء المنابر من خلال تواصلهم الأسبوعي المباشر مع أفراد المجتمع. وبيّن أن العلاقة بين الوزارتين تُجسّد تكاملًا فعّالًا يُسهم في تفعيل سلطة الكلمة كأداة لتعزيز التعايش، وترسيخ السلم الأهلي، ودعم مسارات التعافي، بما يتيح بناء سردية تعبّر عن سورية وحضارتها.
بدوره أكد وزير الأوقاف الدكتور شكري، على ضرورة انطلاق الخطاب الديني من الواقع، متجاوزًا الطروحات الخلافية، ومركّزًا على “العبادات التعاملية” التي تتجسّد في السلوك اليومي، مثل الصدق في المعاملة، وحُسن الجوار، وبرّ الوالدين، واحترام الوقت، وأداء الحقوق، وغيرها من القيم التي تُرسّخ الأخلاق وتعزّز التماسك المجتمعي.
كما شدّد على أن التعاون بين وزارتي الأوقاف والثقافة يُشكّل خطوة مهمة نحو بناء خطاب وطني جامع يخاطب العقل والوجدان، ويسهم في صياغة وعي يُعيد بناء الثقة ويعزّز الانتماء.
وقد شهدت الندوة تفاعلاً لافتًا، طُرحت خلاله محاور أسهمت في تعزيز الرؤية المشتركة بين الوزارتين. وتأتي هذه الندوة ضمن جهود وزارة الثقافة لتعزيز التكامل الوطني في صناعة الوعي، وصياغة خطاب وطني يُعبّر عن تطلعات السوريين.
