وزارة الثقافة تحتفل بذكرى تأسيسها
برعاية كريمة من السيد المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء و تحت شعار “يوم الثقافة … لارتقاء الإنسان” وبمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس وزارة الثقافة افتتح الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة مساء اليوم 26/11/2018 احتفالية يوم وزارة الثقافة في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بحضور الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والأستاذ عماد سارة وزير الإعلام، والدكتورة ريما القادري وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، واعضاء مجلس الشعب، و سفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي وكوكبة كبيرة من الإعلام.
انطلقت الاحتفالية بمشهد ثقافي متكامل بدأ من مدخل الدار وضم مجموعة معارض ” الكتاب _ الفن التشكيلي _ الآثار _ الطفل” وركن مخصص للمسرح وآخر للسينما بالإضافة لمعرض توثيقي عن أهم الفعاليات التي أقامتها الوزارة في عام ٢٠١٨. وتضمن أيضاً مقطوعات موسيقية ومشاهد مسرحية. وصولاً إلى القاعة الرئيسة التي شهدت الحفل الرسمي وتكريم كوكبة من المثقفين وهم ” الأديبة سهام ترجمان، الشاعر خالد أبو خالد، الباحث المؤرخ الدكتور عيد سعيد مرعي، المترجم زياد العودة، المخرج التلفزيوني محمد فردوس الأتاسي، المخرج السينمائي باسل الخطيب، الفنان الممثل رضوان عقيلي، الفنانة الممثلة صباح الجزائري، المخرج المسرحي الدكتور سامر عمران، الفنانة التشكيلية لينا ديب، الفنان التشكيلي موفق مخول، الفنان الموسيقي إياد الريماوي”.
وخلال كلمته في الافتتاح الرسمي تحدث السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد قائلاً: ” السنة الثامنة من هذه الحرب الكونية الشرسة على بلدنا تقترب من نهايتها، وسورية، بجيشها وشعبها وقيادتها، تقف صفا واحدا، راسخاً ومنيعاً، ضد الإرهابيين المعتدين القادمين من كل بقاع الأرض.
لقد كانت حرباً القلم فيها أشرس من البندقية، والأدمغة فيها أفتك من القنابل، والقنوات الإعلامية أكثر تدميراً من الصواريخ العابرة للقارات.
وتابع السيد الوزير لهذا توجب علينا جميعا، مثقفين وفنانين ومهنيين وكل شرائح الشعب، أن نقف وقفة رجل واحد إلى جانب جيشنا الباسل، نذود عنه مثلما يذود عنا، ونحميه بأقلامنا ولوحاتنا وأغانينا مثلما هو يحمينا بسواعد أبنائه وصدورهم.
نعم، هذه حرب شاملة، والسلاح وحده فيها لا يكفي، والقلم وحده لا يكفي، والصورة وحدها لا تكفي. ينبغي أن يتضافر كل هذا في جبهة واحدة مرصوصة تقف كالطود في وجه كل من يفكر بالاعتداء على وطننا. وهذا هو جوابنا لكل من يسأل عن أهمية أن ننتج أفلاما ومسرحيات، ونقيم معارض وندوات، ونحيي حفلات فنية ونحن في أتون هذه الحرب المدمرة.
وأكد السيد الوزير بأن جوابنا هذا يضع حداً للجدل الدائر حول الفن للفن أم الفن للدفاع عن قضايا المجتمع. لقد أثبتنا للعالم كله أنه لا يمكن للمثقف والفنان في لحظات الخطر وتقرير المصير إلا أن يكون مع بلده وإلى جانب شعبه، أما أولئك الذين اختاروا النأي بالنفس، والاعتكاف في مكاتبهم ومحترفاتهم بانتظار أن ينجلي غبار المعركة، فقد وضعوا أنفسهم خارج سياق التاريخ والجغرافيا معاً. لأن العمل الإبداعي الذي لا يتفاعل مع محيطه ويؤثر ويتأثر به، هو عمل سيظل على هامش الحياة والإبداع واهتمام الناس.
ولهذا نحن في وزارة الثقافة نصر على أن تكون إنتاجاتنا الإبداعية متفاعلة مع بلدها وناسها، واقفة في صف أبنائها المخلصين الذين يواجهون هذه الجائحة من الفكر الظلامي التكفيري بأقلامهم وعقولهم، وفي صف جيشها الباسل الذي يبذل جنوده دمهم من أجل الذود عن شعب سوريا وحضارة سوريا وازدهار سوريا.
وفي ختام كلمته توجه الأحمد بالشكر الجزيل للأستاذ المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة لهذه الاحتفالية، وتابع: أن أتقدم أولا وقبل كل شيء بأسمى آيات الامتنان والعرفان للسيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على العناية الغامرة التي يحيط بها كل نواحي العمل الثقافي في بلدنا، ويوفر كل الدعم اللازم لإعلاء شأن الثقافة في وطننا العزيز.
وتضمن الحفل أيضاً لوحات فنية قدمتها فرقة أرام للمسرح الراقص بقيادة نبال البشير تناولت تاريخ سورية وثقافتها العريقتان.
وفي تصريح عبر الفنان المكرم مخول عن سعادته بهذا التكريم ولاسيما بعد سنوات الحرب على سورية ضمن احتفالية تعلن انتصار الثقافة السورية في ذكرى مرور 60 عاما على تأسيسها لافتا الى أن هذا التكريم هو ابتسامة ورسالة حب وتشجيع على العطاء.
بدوره قال المخرج باسل الخطيب: من الجميل أن يقدم الإنسان لوطنه وأن يحظى بالتقدير من قبله وهذا التكريم هو لكل السينمائيين الذين بقوا وصمدوا في سورية وقدموا افلاما واثبتوا انهم ما زالوا موجودين.
الفنان القدير رضوان عقيلي رأى أن التكريم فرصة جميلة ولفتة كريمة في حين أكدت الفنانة القديرة صباح الجزائري أن سورية استطاعت أن تنتصر على الموت بالثقافة والوعي والفن وأن الشعب السوري يعشق الحب والسلام والفرح معبرة عن سعادتها بالتكريم ولا سيما أنه من وطنها.
المخرج المسرحي الدكتور سامر عمران رأى في التكريم تقديرا للجهد والعمل الذي قام به خلال الفترة الماضية متمنيا أن يكون ما قدمه يستحق هذا التكريم.
الشاعر خالد أبو خالد لفت إلى أن تكريمه اليوم تكريم لفلسطين ولشعبها المقاوم من بلد مثل سورية يكرم مبدعيه ومثقفيه بينما أشار المخرج محمد فردوس الأتاسي إلى أن سورية هي أم الثقافات في كل المجالات معبرا عن سعادته بهذه الاحتفالية التي تعم جميع المحافظات وأن تكريمه في بلده له طعم خاص رغم أنه نال العديد من الجوائز والتكريمات.
وتستمر احتفالية وزارة الثقافة في جميع المحافظات السورية بعروض مسرحية وسينمائية ومعارض وندوات فكرية وأدبية ونشاطات مخصصة للطفل وحفلات موسيقية.