ندوة (قامات في الفكر والأدب والحياة) الشهرية الرابعة عشرة بعنوان « بندر عبد الحميد … دهشة السينما وصورة الكلمة »

0
33676

برعاية الأستاذ #محمد_الأحمد#وزير_الثقافة أقامت #وزارة_الثقافةندوة (قامات في الفكر والأدب والحياة) الشهرية الرابعة عشرة بعنوان « بندر عبد الحميد … دهشة السينما وصورة الكلمة »وذلك مساء اليوم الأربعاء ٢٠٢٠/٧/٢٢م في قاعة محاضرات #مكتبة_الأسد الوطنية بدمشقتحت عنوان “الشعر والمعرفة عند بندر عبد الحميد” تحدث د.عابد إسماعيل: تقوم الشعرية عند بندر عبد الحميد على خدمة المعنى والوفاء حتى النهاية، وليس نسفه أو الهروب منه، إذ على النقيض من نزعات شعرية كثيرة ارتبطت بالتجريب والتجديد، يسعى الشاعر إلى تكريس سلطة الدلالة وعلاقاتها بمدلولاتها، لا تغريه تلك الدعوات التي تنادي بسلطة البياض في النص، أو ضرورة تكثيف الإحالات والاشتغال على استراتيجية التداخل النصي أو الأسطوري، فالمعنى هنا هو أس القصيدة وغايتها القصوى، لذلك نراه يبتعد عن الغموض أو الترميز الشديد، وينفر من الزخرفة البلاغية والصرفية ساعياً إلى تكريس قيمة شعرية أخرى تتكئ إلى الوضوح والتلقائية وأحياناً التقريرية.في ديوانه “حوار من طرف واحد” لا يقدم الشاعر مونولوجاً تغطس فيه الرؤية الشعرية في بئر الاستبطان والنورية بل يجترح حواراً نرى من خلاله ذات الشاعر مكشوفة وعارية تستقبل العالم البراني بكل ضجيجه وتناقضاته وشوارعه وضحاياه، والمتكلم في الكتاب مغامر حبر العالم وذاق طعمه.بدوره أ. سامي أحمد تحدث بعنوان ” تنويعات على مقام الشعر” يولد الشعراء ويموتون فلا تهلل زهرة واحدةلميلادهم، ولا تلعلع زغردةقبر واحدة احتفاء باحتضانهم، يولدون كغيرهم في المستشفيات الباردة بين أكداس الدم والضمادات ويموتون كباقي البشر ويمشي قلة في جنازاتهم، فهل هو ثأر الزمن من تلك الفئة التي طالما ملأت الساحات ضجيجاً؟ أم هيدعوة إلى إعادة النظر في الأوهام السابقة والإنطواء على الذات؟الهزائم المرة لا تدع مجاناً لخيار، اللهم إلا في تبني مكاسبها وربما تنميتها أيضاً والشعراء بما هم الأكثر رهافة وحساسية لتقلبات الطقس قد تدفعهم إلى الطرف الأقصى حيث اليأس شامل ومهيب وبطولي، لا شك أننا جميعاً سوف نحصد من جراء ذلك حصاداً وفيراً فثمة إعادة اكتشاف للحقيقة الفردية كتأمل واستبطان غير مكافئ للاشياء، إن المجال الممكن لهذا الاستبطان هو النص الذي يشكل البؤرة الأكثر كثافة لاستيعاب الوجوه واستنفاذه وحيث يتمركز النص باعتباره جوهر الكينونة لا يعود ثمة أمل للقيمة في بقائها معلقة بلا تاريخ، معتصمة بحيادها المطلق وهيمنتها الشاملة، وهنا تعبر القصيدة عن نفسها بلغة ساحرة متحركة تخاطب الأعصاب والحواس أما الروح فتسحرها وهنا تكمن بينة القصيدة المستمرة عند بندر عبد الحميد في حضور مفاهيم الترميز والتأويل التي تتيح لنصه تعدد الالتباس.واختتم د. إسماعيل مروة محاور الندوة قائلاً: بندر عبد الحميد من المخلوقات النادرة التي يصعب الحديث عنها، ويعجز المرء إن أراد البحث عنها، ولا يتسوعب الإنسان وجود مثيل لها على أرضنا، أو في مدائننا العربية المكتظة بالمثقفين.بندر على الصعيد الأيديولوجي لا يتحدث عن شيء أبداً، وأزعم أن كثيرين ممن يظنون أنفسهم قد خالطوه لا يملكوندليلاً على توجهه وميوله وأيديولوجيته ليس لأنه يخفيها، بل لأنه لا يتعامل مع الآخر على أساسها ولا يضعها شرطاً للتعامل.بندر عبد الحميد كان إنسان حراً له قناعاته ويحاته التي لا يتنازل عنها ولا يفرضها على أحد.يعتبر بندر على الصعيد الشعري حالة مختلفة جداً، وهو واحد من أهم شعراء سورية في السبعينيات والثمانينات وقد صنف دارسو الأدب الحديث في سورية والعالم في مكانة متقدمة فشعره يتمتع بصوت شعري حداثي، وقد يكون من الأصوات الحداثية النادرة.