نايف الياسين لـ سانا: الترجمة جسر إنساني وهيئة الكتاب نقلت أعمالاً عالمية مميزة للقارئ السوري

0
11556
تعد الترجمة جسراً إنسانياً للتواصل بين الشعوب والتعرف على ثقافات الأمم الأخرى لذا أولت #الهيئة_العامة_السورية_للكتاب اهتماماً خاصاً بنقل المعارف والعلوم إلى القارئ السوري من خلال ترجمة صنوف الأدب والأعمال الفكرية والعلمية من مختلف #اللغات_الأجنبية وبذلت جهوداً كبيرة في انتقاء الأعمال وترجمتها واستقطاب أكفأ المترجمين لإنتاج كتب بمستوى فني وتقني عال.
وعن أهمية الندوة التي تعقد سنوياً بمناسبة #اليوم_العالمي_للترجمة التي أعلنت عنها الهيئة مؤخراً بين المدير العام للهيئة الدكتور نايف الياسين في #حوار مع #سانا أن الندوة تعقد سنوياً في الثلاثين من أيلول وهو عيد القديس جيروم شفيع المترجمين بهدف استنهاض الاهتمام بالترجمة والإضاءة على عمل المترجمين والتركيز على الأهمية الكبيرة للترجمة بوصفها عملاً إبداعياً ووسيلة لنقل الأعمال العالمية للقارئ العربي.
وأوضح الياسين أن ندوة هذا العام الإبداع والترجمة ستقام بالتعاون مع المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية في جامعة دمشق ومجمع اللغة العربية واتحاد الكتاب العرب واتحاد الناشرين السوريين ومحورها هو ما يتعلق بمواطن الإبداع في الترجمة أو بترجمة الأعمال الإبداعي.
وأشار مدير عام الهيئة إلى الإقبال الكبير على الأعمال المترجمة التي تنشرها الهيئة لسببين الأول يتمثل في أن عدداً كبيراً من هذه الأعمال يشمل الكتب الواردة أصلاً في #الخطة_الوطنية_للترجمة التي وضعها نخبة من المختصين في جميع المجالات المعرفية وهي كتب نشرتها دور نشر عالمية مرموقة لمؤلفين بارزين في مجالاتهم.. أما الثاني فلأن مترجمي هذه الكتب هم من أكفأ المترجمين السوريين وبالتالي فإن القارئ ينجذب إلى جودة المادة المترجمة.
ولفت الياسين إلى أن زيادة تعرفة الترجمة مكنت الهيئة من استقطاب عدد أكبر من المترجمين الأكفاء رغم الإقرار بأن التعرفة ما تزال دون الطموح نظراً إلى الجهد الكبير والمعرفة التراكمية والخبرة الكبيرة التي تتطلبها الترجمة مشيراً إلى وجود نقص في المترجمين عن لغات مهمة كاللغتين الصينية واليابانية على سبيل المثال.
وعند سؤاله عن أهمية التشاركية بين المؤسسات التي تعنى بالترجمة والثقافة لفت إلى أن جميعها مؤسسات وطنية تتكامل في عملها فالمعهد العالي للترجمة معول عليه في تخريج مترجمين مدربين يسهمون في ترجمة الأعمال التي تنشرها الهيئة إضافة إلى أن مجمع اللغة العربية يطلع على التعابير والمصطلحات الجديدة التي تظهر كل يوم باللغات الأجنبية ويسعى إلى تقعيدها ومواءمتها مع الاستعمال اللغوي الصحيح مشيراً إلى أن هيكلية اتحاد الكتاب العرب تضم لجنة للترجمة تعنى أيضاً بترجمة الأعمال الأدبية كما أن عدداً كبيراً من مترجمي كتب الهيئة العامة السورية للكتاب هم أعضاء في اتحاد الكتاب العرب وبالتالي فإن ثمة تبادلية وتشاركية وتكاملية في عمل المؤسسات.
وأكد الياسين أهمية تبادل التجارب والخبرات بين القطاع الحكومي ممثلاً بالهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الناشرين السوريين بما يخدم الكتاب السوري والكتاب والمترجمين السورييين.
وعن الصعوبات التي تواجه عمل الهيئة في ظل الحصار الاقتصادي الجائر على سورية بين الياسين أن الهيئة كغيرها من المؤسسات السورية تواجه صعوبات كثيرة وكبيرة في تأمين مستلزمات العمل من ورق وأحبار طباعية ومشاكل في صيانة آلات الطباعة وتوفير الوقود اللازم لنقل الكتب من المطبعة إلى المستودع إلى منافذ البيع إضافة إلى نقص اليد العاملة الماهرة.
وأكد سعي الهيئة الدائم إلى ابتكار الحلول والتعاون واللجوء إلى دعم ومؤازرة وزارة الثقافة للاستمرار في إنتاج وإيصال كتاب ذي جودة عالية وسعر مناسب ليبقى الكتاب في متناول الشرائح الأوسع بالمجتمع السوري لافتاً إلى عمل الهيئة على النشر الإلكتروني أيضا للكتب والمجلات لإتاحتها للجميع سواء على الحواسيب أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة.
ولفت الياسين إلى أن الهيئة تهتم أيضاً بترجمة الكتب التي تحدثت عن الحرب على سورية من دول مختلفة إلى العربية بوصفها واجباً وطنياً حيث عكف عدد من الكتاب السوريين على وضع كتب تشرح وتوضح أبعاد هذه الحرب ومن هذه الكتب الأبعاد الثقافية للحرب على سورية والحرب القذرة.. استهداف سورية وسورية في مواجهة الحرب الكونية.
وأوضح أن المترجمين يقومون بعمل مهم في هذا الإطار فترجمة كتاب منشور في بلد مثل بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة ينهج نهجاً موضوعياً ويتحدث عن وجود مؤامرة على سورية يكتسب نوعاً مختلفاً من المصداقية من أمثلة ذلك عاصفة على الشرق الأوسط الكبير وحروب سورية والمحنة السورية.. لماذا أخطأ الغرب وتصدير الثورة.. تكنولوجيا تدمير الدولة وحرب واشنطن الطويلة على سورية.
وعن تقييمه لواقع الترجمة والمترجمين في #سورية بين الياسين أنه على الرغم من جميع الجهود المبذولة ما يزال وضع الترجمة والمترجمين بعيداً عن الطموحات إذ ما يزال عدد #الكتب_المترجمة ضئيلاً قياساً بعدد الكتب التي ينبغي إنجازها وقياساً أيضاً بما ينشر ويترجم في العالم.
وعن رؤيته المستقبلية لآلية عمل الهيئة أشار الياسين إلى طموحهم بأن تكون موئلاً للكتاب والمترجمين والباحثين والمحققين المتميزين وذلك باستقطابهم وتحفيزهم وأن يكون الكتاب الصادر عن الهيئة واجب القراءة بفضل جودته ومن خلال التأكيد على عمل لجان القراءة واختيار قراء ومراجعين مختصين على درجة عالية من المعرفة والموضوعية والنزاهة والابتعاد عن الاستنساب والمزاجية.