مهرجان «خطوات» السينمائي الدولي يختتم دورته الخامسة … هل تراجع خطوة؟ هل راوح؟ أم تقدّم «خطوات»؟
| جورج شويط
اختتمت فعاليات مهرجان خطوات السينمائي الدولي للفيلم القصير في دورته الخامسة.
حيث شارك هذا العام 44 فيلماً، منهم 11 فيلماً من إنتاج سوري، بينما توزع باقي الأفلام على (إيران- العراق- لبنان- الهند- مصر- المغرب- إيطاليا- كندا- الإمارات- البحرين- السعودية- فرنسا- أميركا)
وتألفت اللجنة العليا للمهرجان من الأساتذة (مراد شاهين- مجد صارم- حسين عباس- غيث درويش)، ولجنة التحكيم من الفنانين والمخرجين( أيمن زيدان- جود سعيد- إيفا داود) وقام بالقراءة النقدية الناقد فراس محمد.
وكمهرجان وإدارة مهرجان وجهات راعية، يمكن الإشارة بإيجابية لناحية إصرارهم على الاستمرار بمزيد من الخطوات. وكجمهور، يكفي _حقيقة- أنه على موعد سنوي مع عدد كبير من الأفلام، التي قد تكون (متميزة- أو جيدة أو وسطاً)، المهم أنها محطة فنية جميلة ومُنتظرَة، نأمل أن ترافقها في العام القادم فعالية اشتقنا إليها وطال انتظارُها، وهي ( مهرجان المحبة- مهرجان الباسل) بفخامة اسمه وسمعته الكبيرة. # الفنان أيمن زيدان- رئيس لجنة التحكيم:
مهرجان خطوات مهرجان لافت، ويجب دعمه لكي يستمر ويحقق نجاحات تالية، والمواهب التي شاركت هي مواهب شابة، لكنها تحتاج إلى مزيد من الرؤية والعمق بالتفكير واللغة المطروحة، وفي أسلوب المعالجة للفيلم الذي يتقدم للمسابقة، وفق طروحات مبهرة ومتميزة وتشد المشاهد إليها.
كلجنة تحكيم قدّرنا الظروف الإنتاجية وصعوبة التصوير، وكنا موضوعيين أثناء مشاهدة كل الأفلام، وبرّرنا لكل فيلم أسباب حصوله أو عدم حصوله على جائزة.
الفيلم الإيراني (الأبيض الباهت) كان متفرّداً متميزاً، وفكرة موضوعه لامست الجميع من خلال شفافيتها ومصداقية طرحها، ولغتها البصرية كانت احترافية في تناولها. ونوهت اللجنة بفيلمين سوريين، لكنهما لم يرتقيا لمستوى منحهما إحدى جوائز المهرجان. وعموماً الحماسة وحدها لا تصنع فيلماً، وليس مهماً ماذا نقول لكن المهم هو كيف نقول. المانشيتات والصرخة الوجدانية لا تكفي، لا بد من وضعها ضمن لغة سينمائية، وبالنهاية (هذا فن سينمائي). حجب الجائزة هو دعوة لإعادة النظر بطبيعة الأعمال التي قدمت أو التي ستشارك لاحقاً.
خطوة مهمة
يرى الفنان وضاح حلوم أن المهرجان تظاهرة جميلة وخطوة مهمة جداً. أتمنى أن تستمر خطوة بعد خطوة لتصير ألف ميل، وهي نافذة للشباب كي يعبروا عن طاقاتهم الإبداعية وعن أفكارهم ورؤيتهم للمجتمع والعالم. تابعت معظم الأفلام، وهناك مواهب لفتت الانتباه إليها، ومنهم من أصاب ومنهم من لم يصل إلى مرحلة الإدهاش، لكنها تبقى خطوة تتبعها خطوات من الاجتهاد والمثابرة لتحصيل المزيد والنجاح، وأن يتم في نهاية الأمر تقديم فيلم سينمائي شبابي شائق لجمهور السينما، الذي نأمل أن نعيده إلى صالات العرض من جديد.
الفيلم الناجح يكون كالطلقة، كفلاشة في فكرته، مع الالتقاط الذكي للون والضوء، وإدارة الكادر بشكل احترافي، وتحريك الكاميرا بفنية عالية. الفيلم القصير فيلم المخرج الذكي أو الأكثر ذكاءً.
وضع النقاط على الحروف
وأكد فراس محمد أن مهمة الناقد هي وضع النقاط على الحروف، ونعلم أن غاية السينما أو الفيلم السينمائي، هو عرض العمل على الجمهور المهتم، والوصول إليه بأسلوب فني يمتع المشاهد ويلفت انتباه النقاد إلى مكامن الجمال السينمائي فيه. وعلى كل مخرج ضرورة التأقلم مع فكرة النقد والتعامل معها.
وعموماً لكل فيلم صيغة، ولا يمكن وضع جميع الأفلام تحت تعريف واحد، فهناك مجموعة من المدارس وليس مدرسة واحدة فقط.
على المخرجين الاعتماد على التكثيف والاعتناء ببناء الشخصية، وألا تأتي الفكرة على حساب الشخصية والعكس بالعكس. أيضا الحوارات في الفيلم القصير لا تسيء للفيلم إذا ما جاءت في مكانها المناسب.
أهداف وتحقيقها
ويرى مدير المهرجان مجد يونس أحمد في كل دورة نضع مجموعة من الأهداف، ونعمل على تحقيقها، وصولاً إلى نجاح المهرجان ما أمكن، من كل المناحي، ولا يوجد رضى كامل بالمطلق،
بالنسبة للنتائج كانت تستند إلى العلمية والموضوعية والاحترافية، واللجنة مشهود لأعضائها بمستواهم الإبداعي في مجال السينما، فالفنان أيمن زيدان قامة فنية، وهو غني عن التعريف، ود. ايفا داود خريجة معهد عالي في هوليود، وحاصدة للعديد من الجوائز العالمية، والمخرج جود سعيد تشهد له أفلامه العديدة، حتى الجمهور لم يقصر في الإشارة إلى الأفلام التي لم ترتق للمستوى المطلوب، وكل هذا وذاك يعتبر مؤشراً صحياً ونقدياً نحترمه ونحتاجه في الوقت ذاته.
الدورة السابقة عرضنا 75 فيلماً، وهذه السنة عرضنا 44 فيلماً، الغاية الاطلاع على أعمال الدول الأخرى، وعلى أعمال فنانينا الشباب، ونشر ثقافة السينما بين الناس، هذا هو الهدف الأسمى، وعموماً نحن نفتقر لنصوص الأفلام، ولا بد من أن تكون هناك شروط مرتفعة لانتقاء الأفلام، وبشكل موضوعي، وهذا يرفع حتماً من مستوى المهرجان ونوعية وجودة الأفلام المشاركة، وهذا ما نسعى إليه باستمرار طوال مسيرة المهرجان بنسخه الخمس.
أصداء الناس
وتقول شروق البني سعيدة بمشاركتي الأولى في المهرجان، وهي فرصة كي أعرض فيلمي وأرى أصداء الناس ورأي لجنة التحكيم والنقاد، وذلك لأطور أدواتي الفنية في الأعمال القادمة.
(ليش) تأليف الكاتب أحمد سلامة، وهو فيلم مدته 7 دقائق ونصف دقيقة، ويحكي عن المجتمع السوري في ظل الأزمة وتأثيراتها المختلفة نفسياً واقتصادياً ومجتمعياً، وسلبية عدم احترامنا لوجهات النظر، حيث أصبح كل شخص له وجهة نظر تختلف عن الآخر، كذلك تحدث الفيلم عن الفقر والحب والحرب والبطالة، إضافة إلى الاختلاف.
كممثلة شاركت بالعديد من المسرحيات وفي التلفزيون ولي مشاركات مهمة بأكثر من مسلسل، لكن في السينما هي تجربتي الأولى، وأتمنى أن أحقق نجاحاً في هذا المجال.
خارج التغطية
السيدة لبابة يونس – مذيعة ومعدة تلفزيونية، ومهتمة بالمسرح والسينما تقول إن السينما فن جميل ومبهر، وأن يقام مهرجانٌ خارجَ العاصمة، بحد ذاته أمر يُسعد، ويشعرنا أننا نقترب من هذا الفن، الذي كان بعيداً عن متناولنا كمشاهدين وهي فرصة للشباب الذين لديهم شغف بالسينما، أن يشاركوا ويجربوا ويتعلموا ويبدعوا. ما يشدني في الأفلام القصيرة هو تكثيفها وأن تكون الفكرة واضحة، وفيها شيء من التلميح، ومعروف أن هذا النوع من الفن صعب، من خلال تقديم مادة فكرية وبصرية وجمالية بـ5 أو 7 دقائق، وبالعموم هي ومضات جميلة، أقرب إلى القصة القصيرة أو الفلاشة القصيرة، التي تحمل معها عنصرَ التشويق. الفيلم القصير كاميرا حلوة وعين ذكية وسيناريو بارع، والسيناريو فن قائم بذاته، ونحتاج لكتاب شباب يحترفون كتابة السيناريو بأصولها.
الاسم اللائق
ويقول إلياس الحاج إن المهرجان هذا العام مخيب من ناحية التحكيم ومن ناحية كونه دولياً.
مهرجان دولي، يعني أن يحملَ اسم سورية بشكل لائق، ويكون له تقاليد وأسس المهرجانات الدولية، فيكون له حشد إعلامي كبير وحضور لقامات فنية وأدبية وفكرية متخصصة، وفي الوقت ذاته ألا نحبط من حماسة وألق وإبداع الشباب، الذين قدموا أفلاماً مميزة، وبتكوينات بصرية وموضوعات خاصة عن الحرب، ودعوتهم لمسح غيمات الوجع والدمار والخراب، وإعادة الفرحة إلى قلوب الأطفال، وأن نكون إلى جانبهم في تظاهرة كهذه، أهم ما فيها الشباب ومشاركاتهم الطموحة. فأي مهرجان هذا الذي لا يحضر القائمون عليه الأفلام المشاركة؟ ولا تتم دعوة مخرجي المحافظة وكتابها، وهم قامات كبيرة على الساحة الفنية والثقافية، في سورية والوطن العربي.
أفلام متنوعة
وترى الفنانة رغداء جديد أن المهرجان خطوة مهمة، وظاهرة تعطينا دافعاً لكي نقول للجميع إننا موجودون، ولا نستسلم للظروف التي نمر بها.
بالنسبة للأفلام، فقد عُرضت بشكل متواصل، من دون أي استراحة، ما شكل ضغطاً علينا، وتشوشت وتداخلت الأفلام ببعضها، فتشتت تركيزُ المشاهد. الأفلام متنوعة، والشباب أحبوا أن يعملوا فناً سينمائياً، ضمن إمكاناتهم، وهذا شيء جيد، ولكننا نحتاج في أعمالهم القادمة أن يلموا بآلية التصوير وطريقة أخذ اللقطات وأن يهتموا أكثر بأداء الممثلين، وأن يصلوا إلى الحالة الاحترافية، وأن يتحلوا بالتواضع، فالبعض يعمل فيلمه الأول، وتكبر معه الحالة، على أنه مخرج لا يشق له غبار، وعلى الجميع أن ينحنوا لعظمة إبداعه. صفة مخرج صفة عظيمة، يجب أن نهابَها حين ندخلها، ونحن في مرحلة الشباب، مرحلة البداية بالخطوة الأولى.
جوائز
وأعلنت لجنة التحكيم النتائج النهائية في نهاية المهرجان والتي جاءت على النحو التالي:
جائزة أفضل إخراج: لفيلم (نسيم) من لبنان.
جائزة أفضل فيلم عربي: ( شجرة البرتقال) للمخرج عاصم علاء الدين.
جائزة لجنة التحكيم: لفيلم (الرأس فوق الماء) من الولايات المتحدة الأميركية. للمخرج أريك شاهينيان.
تنويه للفيلمين السوريين
أحلام صغيرة للمخرجة زهرة البودي
وفيلم (في إطار فيلم) لـمجد الزغير وتوليب الزغبي.
جائزة المهرجان للفيلم الإيراني (أبيض شاحب) للمخرج غولا مريزا جعفر
وتم تقديم درع المهرجان لكل من (الأستاذ مراد شاهين مدير عام المؤسسة العامة للسينما تسلمها الأستاذ عمار أحمد حامد- وللناقد السينمائي فراس محمد – وللفنان حسين عباس نقيب الفنانين في اللاذقية- وللأستاذ مجد صارم مدير الثقافة) كما تمّ تقديم درع المهرجان للفنان أيمن زيدان رئيس لجنة التحكيم وللمخرجة إيفا داوود وللمخرج جود سعيد، عضويّ لجنة التحكيم).
الأفلام السورية المشاركة: (حلم مترجم/ زهرة البودي- خاص/ زياد حمدان- طريق الجلجلة/أسامة يونس- نسيان/ مجد خليل- أفيون/ أسامة عبيد الناصر وعمر بدعيش- ليش/ شروق البني- متل الحلم/ علي منصور- يلا تنام/ آرام عبد الرحيم- اللعبة/ محمد سمير طحان- في إطار فيلم/ مجد الزغير وتوليب الزغبي- بترا/ حسام شرباتي).