بحضور رسمي وشعبي كبيرين واستمراراً لخطة وزارة الثقافة في إقامة مهرجانات في جميع المحافظات السورية بغية تنشيط الحركة الثقافية في كل أنحاء سورية الحبيبة، وتأكيداً على ثقافة الحياة المتجذرة في نفوس السوريين، والتي جعلت من صمودهم التاريخي خلال سنوات الحرب مثالاً يحتذى به، افتتح السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد مهرجان السويداء الثقافي ظهر يوم الخميس 4/7/2019 في المركز الثقافي في السويداء رافقه السيد فوزات شقير أمين فرع الحزب في السويداء والسيد عامر العشي محافظ السويداء والمهندسة سناء الشوا معاون الوزير والسادة المستشارين.
وانطلق المهرجان بافتتاح مجموعة معارض: (للفن التشكيلي ونتاج عمل الأطفال واليافعين في الورشات الفنية ضمن برنامج مهارات الحياة في السويداء، ومعرض الكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب).
وقال السيد الوزير خلال كلمته في حفل الافتتاح:
يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم على أرض السويداء، مدينة الرجال والأبطال، في هذه الاحتفالية الثقافية الرائعة التي تقام على وقع انتصارات جيشنا العربي السوري المتلاحقة الباهرة، نعم، يا أصدقائي، إن سورية تنتصر وتشمخ، بفضل جيشها وقيادتها وقائدها وأبناء شعبها الذين لا ينحنون لأي معتد أثيم، مهما بلغ من قوة وشراسة.
كنّا دائماً، نحن السوريين، على يقين، بأنَّ بلادنا ستتعافى وتخرج من هذه الحرب الطويلة الظالمة؛ رافعة الجبين!..
وهذا ما يتحقق اليوم، ونشهده، ويشهده معنا العالم، وهو ثمرةُ حِنكة القيادة وبراعتِها، وصمودِ الشعب، وعزيمةِ وتضحيات قواتنا المسلحة، التي سطرت أسفاراً خالدة في البطولة والاقتدار وهي تدفع الإرهاب الدولي وأدواته عن أرضنا، وتُلحق به الهزيمةَ تلو الهزيمة.
أيها الأخوة…
قبل سنتين ونيف، حينما كانت الحرب على بلدنا في ذروتها، لاحظ أحد الأصدقاء أن وزارة الثقافة تعمل بوتيرة أعلى من عملها قبل الحرب، فسألني متعجبا: كيف يمكنكم أن تقيموا حفلات فنية في دار الأوبرا والقذائف تنهال عليها؟ وكيف يمكنكم برمجة كل هذا الكم من الندوات والمحاضرات في مراكز ثقافية لا تبعد سوى مسافة قليلة عن تجمعات المسلحين؟ فأجبته: وهل تظن يا صديقي أن سورية عندما ابتكرت الأبجدية الأولى واكتشفت الزراعة كانت تنعم بالهدوء والرخاء؟ وهل تعتقد أنها عندما بنت تدمر ومدرج بصرى وقلعة حلب وأوغاريت وأفاميا، وغيرها الكثير من أوابدنا، كانت بمأمن من هجمات الأعداء والطامعين؟ إن قدر سورية هو أن تعمل وتبدع في أقسى الظروف، وهذا ما يضفي على عملها وإبداعها نكهة خاصة مميزة واستثنائية. هي مثل تلك الزهرة التي تنبت وسط كتل صخرية صماء، فتقاتل وتكافح لتنال نصيبها من الماء والنور والهواء، فيكسبها كفاحها هذا ألوانا بديعة نادرة ويجعل منها زهرة فريدة لا تتكرر.
وتابع السيد الوزير: لم تتوقف وزارة الثقافة يوما، ومهما قست الظروف، عن أداء أعمالها ونشاطاتها، بل وضاعفت من هذه الأعمال والنشاطات. وليس في هذا سحر ولا معجزة، وللدقة نقول بلى، ثمة معجزة هي سورية نفسها، بتاريخها وجغرافيتها وأرضها وشعبها. فمنذ فجر التاريخ كتب عليها أن تكون عقدة المواصلات بين بلدان العالم القديم، بلدان أوروبا وآسية وأفريقيا، وأن تكون محور صراع دائم بين دول الشرق والغرب. ولهذا فقد تعودنا منذ نعومة أظفارنا، نحن وآباءنا وأجدادنا وآباء أجدادنا، أن نحمل المعول أو القلم بيد والسلاح باليد الأخرى، وألا ننظر للثقافة على أنها ترف أبدا، وإنما على أنها جزء أساسي من تحصيننا الذاتي، ومن وسائل الدفاع عن وجودنا وحضارتنا.
أيها الحضور الكريم..
إن السويداء، بأرضها الصلبة وحجارتها السود وسيوف فيليب العربي وسلطان باشا الأطرش ورفاقه لتقف مثالا ساطعا على الصمود السوري والمنعة السورية، وهي في الوقت نفسه، بشعرائها وأدبائها، بأغاني فريد وأسمهان وفهد بلان، وأهازيجها الشعبية، لتشكل نفحة عطرة من الثقافة السورية الممتدة في أمداء الماضي وعمق التاريخ.
لقد كانت السويداء، وما زالت، وستظل، الصوت القوي العالي واللهفة الغيورة على الأرض والعرض وعزة سورية وإبائها، ورافعة أساس من روافع صمودنا الوطني وبسالتنا الوطنية، وداعما مهما للقلعة المنيعة الراسخة التي تحمي الحمى وتذود عن حقولنا وبيوتنا وشوارعنا وأولادنا، وأعني بها جيشنا العربي السوري البطل وجنوده البواسل.
لهذا اسمحوا لي أن أتوجه إليهم بأسمى آيات العرفان والامتنان على ما بذلوه ويبذلونه من أجل الذود عن أرض الوطن، وأن أتوجه بتحية إكبار وإجلال لشهداء جيشنا العظيم الذين ارتقوا وهم يدافعون عن الكرامة السورية.
لا بد من الإشارة هنا، وبمناسبة هذا الأسبوع الثقافي في السويداء العزيزة، إلى أن السيد رئيس مجلس الوزراء، الذي سيزوركم قريبا قد حمّلني أن أزفّ لكم بشرى أنه أمر على الفور، وقبل زيارته لكم، بالشروع في ترميم النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى.
في الختام اسمحوا لي أن أشكر جزيل الشكر كل فريق العاملين في محافظة السويداء وفرع الحزب، وفي مقدمتهم السيد (فوزات شقير) أمين الفرع والسيد (عامر العشي) المحافظ على ما قدموه من عون وتسهيلات من أجل إنجاح هذا المهرجان.
وأتقدم بالشكر أيضا إلى كل أدباء وفناني ومثقفي محافظة السويداء الذين جعلوا هذا المهرجان ممكناً.
والشكر الأول والأخير لصانع انتصاراتنا وصمودنا السيد الرئيس بشار الأسد قائد قواتنا المسلحة الظافرة ورئيس دولتنا الباسلة الصامدة، الذي يضرب لنا المثل تلو المثل حول كيف يكون الإباء، وكيف تكون المقاومة، وكيف يكون الاهتمام بكل شاردة وواردة من شؤون الدولة والشعب والحكومة، وكيف يكون التواضع ونكران الذات.
شكرا لإصغائكم وأتمنى لكم أوقاتا طيبة.
ثم كرم السيد الوزير ثلة من مثقفين السويداء وهم فايز عز الدين – ريم الأطرش – وهيب سراي الدين – اعتدال شقير- خليل بيطار – جمال عباس – رفيق كفيري – قاسم وهب – حمد أشتي – محمد طربيه – زياد كرباج – فؤاد أبو عساف – معن دويعر – معين العماطوري – سمير جبر – داوود رضوان.
وتابع الحفل فقراته بعرض فني استعراضي يتحدث عن مدينة السويداء وحضارتها وتاريخها وأوابدها الشامخة والحاضرة في الأرض من سيناريو واخراج عوض القدرو.
ويستمر المهرجان لغاية يوم الاربعاء 10/7/2019 ويتضمن عروضاً سينمائية ومسرحية وأمسيات تراثية وفنية وشعرية وزجلية وحفلات موسيقية وغنائية يشارك فيها عدد من مثقفي وشعراء وفناني المحافظة، وإطلاق مشروع المنبر الثقافي، ومشروع التشجيع على القراءة، ومشروع رعاية الأطفال ذوي الإعاقة، ومشروع رعاية أبناء الشهداء.