(من الأجداد إلى الأحفاد، التراث هوية)… أمسية في قصر العظم
2021-09-26
دمشق-سانا
أمسية خريفية دمشقية حملت الطابع التراثي السوري بغناه الزمني والمادي احتضنها قصر العظم الأثري بدمشق القديمة حملت عنوان “من الأجداد إلى الأحفاد، التراث هوية”.
تميزت الأمسية بتنوع فعاليتها حيث نظمتها مديرية التراث اللامادي في وزارة الثقافة وإدارة قصر العظم وبالتعاون مع المجتمع المحلي وجمعية الوفاء التنموية السورية.
وتضمنت الأمسية افتتاح معرض للحرف التراثية لمشروعات جمعية الوفاء وهي مشروع بيت الشرق للتراث الذي يحتضن أكثر من 12 حرفة دمشقية ومشروعاً إعادة إحياء العود الدمشقي وإعادة إحياء حرفة الأغباني.
وازدان المعرض بمنتجات لحرف الفسيفساء الحجري والصدف والنقش على الخشب والموزاييك والدهان الدمشقي والخيط العربي وأعواد دمشقية قديمة وقطع أغباني.
وفي تصريح لـ سانا بينت مديرة الجمعية رمال صالح أن الهدف من هذه المشروعات الحفاظ على التراث والهوية وضمان استمراريتها ونقلها للأجيال وترجمة ذلك من خلال تدريب كوادر شابة قادرة على امتهان الحرف السورية بإشراف مجموعة من الحرفيين المميزين.
الزخرفة والرسم أساس العمل في حرفة الدهان الدمشقي حيث أوضح الحرفي ماهر بوظو من بيت الشرق للتراث أنه شارك بالمعرض من خلال “ستارة باب الكعبة” مبيناً أن هذه الحرفة تعود إلى 1400 عام ومن الضروري الحفاظ عليها من الإندثار.
أما حرفة الخيط العربي التي تعتمد استخدام خيط خشبي مستقيم بانكسارات وتداخلات ليشكل في محتواه أشكالاً هندسية متقنة فشرح الحرفي ماهر الشامي خلال مشاركته في المعرض أنواعها واستخداماتها التي تزين البيوت الدمشقية.
إحياء العود الدمشقي الذي انطلق إلى حيز الوجود كمشروع تنموي إنساني خلال ورشة لمشروع لجمعية الوفاء بزقاق الورد في حي ساروجة على شكل حاضنة للحرفي بشار جودت الحلبي وجد في هذه الأمسية الفرصة لعرض منتجاته التي تزاوج بين ترميم الأعواد القديمة وتصنيع الحديثة.
وللأغباني الدمشقي حكاية خاصة ممهورة بإصرار سيدات دوما للنهوض من تحت ركام الحرب القاسية ومع بداية تحرير مدينتهم عام 2018 كانت جمعية الوفاء من أوائل الجمعيات التي دخلت المدينة للوقوف عند احتياجات سكانها ليتم اختيار حرفة الأغباني التي اشتهرت بها المدينة منذ أكثر من 150 عاماً للحافظ عليها وتأمين مصدر رزق كريم لسيداتها.
وعن المشروع الذي يشارك بمنتجات السيدات في المعرض بين الحرفي أنس غنام مدير خط انتاج الأغباني في الجمعية أنه في البداية انضم للمشروع ما يقارب الـ 25 سيدة واليوم وصل عددهن إلى 300.
كما تضمنت أمسية من الأحفاد إلى الأجداد باقة منوعة من النشاطات منها الغنائية التي قدمها كورال “توليب” من مدرسة صالح صالح باسم فرع دمشق لطلائع البعث وقادته الموسيقية مرح سيجري.
وقدم أعضاء الكورال بأصواتهم الطفولية خمسة أغان منوعة منها افتح يا سمسم وطير الوروار وعلموني للسيدة فيروز ومن التراث الدمشقي تحت هودجها ومن أعمال الفنان زكي ناصيف نقيلي أحلى زهرة.
وبينت سيجري أن العمل مع الأطفال واليافعين يتميز بالحماس رغم صعوبته لكن الجميع امتلك الإصرار بهدف ترك بصمة مؤثرة في المجتمع التراث السوري وأجمل أغانيه تمايل عليها يافعو ويافعات قسم الرقص بمشروع “بكرا إلنا” الاجتماعي الثقافي الرياضي حيث قدموا خلال فقرتهم باقة من الأغاني من جميع المحافظات.
وأوضح مدرب قسم الرقص بالمشروع محمد حمدان أن تدريب الأطفال مبني على منهاج تعليمي متكامل يسعون من خلاله لتقديم أفضل العروض وبتكنيكات ولياقة جسدية عالية.
مسرح خيال الظل “كراكوز وعيواظ” الذي سجل على قائمة التراث الإنساني العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” كان حاضراً في الأمسية من خلال المخايل شادي حلاق ابن أقدم حكواتي في دمشق.
فقرة الحكواتي ومسرح خيال الظل التي قدمها شادي حملت رسالة تسليم الراية إلى الأبناء حيث عمل على تدريب طفله جواد ذي الثمانية أعوام على تصنيع دمى خيال الظل قبل 5 سنوات ليبدأ في تقديم العروض بين أفراد عائلته وفي مدرسته وتكون هذه الأمسية أول ظهور له على خشبة المسرح.
رقص المولوية الصوفية التي كانت تتزين بها سهرات الحارات القديمة كانت ختام الأمسية والتي قدمها دياب سكري قائد فرقة أحمد سكري للإنشاد والابتهالات الدينية حيث قدمت فقرتين مولوية شارك بها طفل صغير بهدف محاكاة عنوان الأمسية مع فقرة إنشاد ديني وبين سكري أنه يعمل مع فرقته على الحفاظ على التراث السوري وإيصاله إلى العالم بأسلوب حديث حيث ترجم ذلك خلال مشاركته بالأسبوع العالمي من أجل سورية في لبنان مع عازفين أجانب في محاولة لدمج الموسيقا الشرقية مع الغربية وتقديم تراثنا العريق.
وفي ختام الفعالية أكدت مديرة قصر العظم ميساء الابراهيم في تصريح لـ سانا أن القصر طوال سنوات الحرب عمل على استقبال الزوار كمتحف للتقاليد والفلكلور السوري لإيصال رسالة للأجيال وربطها بتراثه والحفاظ عليه إضافة لعملهم على تأسيس جيل متحفي جديد يكمل رسالة المتحفيين القدماء ويحافظ على التراث والآثار السورية ويقدمها بشكل لائق.
رشا محفوض