للمرة الأولى .. فنانون سوريون يقدّمون مشاهد أوبرالية عالمية مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان على مسرح الأوبرا ضمن أيام الثقافة السورية ..
بينما كانت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تعزف ألحانها، انتقل بها المايسترو ميساك باغبودريان لعزف أوبرالي دخل عليه عرضٌ مسرحي بدأته مغنية أوبرالية صاغت كلماتها المغناة على أنغام الفرقة في مشهد أوبرالي جديد من نوعه، رافقه خلفها على الشاشة الترجمة العربية لقصص مسرحية درامية عالمية تم تقديمها للجمهور السوري بجهود فنية سورية للمرة الأولى دون أي تعاون أجنبي، عبر أمسية أوبرالية غير تقليدية أُقيمت مساء الثلاثاء 24 تشرين الثاني 2020 في دار الأسد للثقافة والفنون ضمن فعاليات الاحتفال بأيام الثقافة السورية تحت شعار “ثقافتي هويتي”.
وعن تفاصيل العمل الذي قدّم مسرحاً أوبرالياً فقد تضمّن في قسمه الأول مشاهد مختارة من أوبرا “دون باسكواله” لملحن الأوبرا الإيطالي “غايتانو دونيزيتتي” وفيه تؤدي شخصية “نورينا” مغنية الأوبرا رشا أبو شكر وهي شخصية محتالة تحاول الحصول على المال من الأرستقراطي “دون باسكواله” الذي يجسده مغني الأوبرا ميخائيل تادرس، كما ويساهم “الدكتور مالاتيستا” عبر خطة محكمة في مساعدة “نورينا”، والذي أدّى دوره مغني الأوبرا عبد الله عطفة، بينما كان دور عاشق “نورينا” المسكين من أداء مغني الأوبرا عون معروف.
القسم الثاني للعمل اختار مشاهد من أوبرا “لاترافياتا” للمؤلف الموسيقي الإيطالي “جوزيبه فيردي” المأخوذة من رواية “غادة الكاميليا” للكاتب المسرحي الفرنسي “ألكسندر دوما”، تلعب فيها رشا أبو شكر دور “فيوليتتا” أمام “جورجو جيرمون” وهو والد “ألفريدو” حبيب “فيوليتتا” الذي يؤديه غناءً ميخائيل تادرس.
هذا وحلّت المغنية الأوبرالية العالمية من أصل سوري “سمية الحلاق” ضيفة على العمل عبر مشاركة خاصة لها قدّمت عبرها خبراتها الفنية والتقنية لفريق العمل. ويُذكر أن حفل افتتاح أيام الثقافة السورية في دار الأوبرا كرّم الفنانة سمية صاحبة مشروع
(hope, love, life for peace)
لأطفال سورية ضحايا الحرب، والتي سُمّيت رسولة للسلام من قبل البرلمان البلجيكي.
المايسترو ميساك باغبودريان سار بالفرقة السيمفونية الوطنية السورية نحو مواءمة إيقاع العمل الموسيقي مع الحالات الانفعالية للمغنيين، وهو ما يميّز أداء أعمال الأوركسترا في مثل هذا الفن الأوبرالي. ولفت باغبودريان إلى أن ميزة (حُفرة الأوركسترا) ضمن مسرح أوبرا دمشق أنها متحركة تهبط وترتفع كالمصعد حيث تعزف ضمنها الفرقة أمام المسرح دون أن تحجب الرؤية عن الجمهور، إذ يتم تنفيذ الغناء والعمل المسرحي في المساحة التي تقع بعد الموسيقيين. كما أشاد المايسترو بأهمية التعاون الفني والإداري لهذا العرض الأوبرالي الذي قدّمه الدكتور نبيل الأسود فيما يتعلق بالدراما تورغ (الدراما المسرحية)، بينما كان تصميم وتنفيذ الديكور والملابس للأستاذ غيث المحمود مدير التقنيات في دار الأوبرا.