يسعدني أن أمثل السيد رئيس مجلس الوزراء الأستاذ المهندس حسين عرنوس راعي هذا المهرجان، وأن أنقل لكم أطيب تحياته وأصدق مشاعره، كما يسعدني أن أرحب بكم في ختام هذه الدورة الجديدة من مهرجان سينما الشباب، الذي أصبح واحدة من المحطات المهمة في سياق دعم الحكومة السورية للكفاءات الشابة. أيها الأخوة، ثمة شيء ملفت للنظر يحدث معي منذ أيام مهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي أتمنى أن نستطيع إعادته في وقت قريب، ومنذ التظاهرات والأسابيع السينمائية الكثيرة التي كنا ننظمها، وعبر كل المهرجانات الثقافية التي تواصل وزارة الثقافة القيام بها، قبل الحرب الكونية على بلدنا سورية وأثناء هذه الحرب، وقبل جائحة كورونا وفي زمن هذه الجائحة، إذ دائما يوجّه لي أحد ما السؤال التالي: هل تعتقد أن الوقت مناسب لإقامة مهرجان ثقافي في هذه الأجواء العصيبة؟ وأنا دائما كنت أجيب ببساطة: الثقافة لا تهرب في النكبات والأزمات، والثقافة لا تدفن رأسها في الرمال عندما تلوح الأخطار والكوارث. بالعكس، الثقافة تقف دائما في الخط الأول، بين المدافعين عن الوطن، وقيم الوطن، وعزة الوطن. الثقافة ليست ديكورا نزيّن به حياتنا، ولا وسائل ترفيهية نروّح بها عن أنفسنا، وإنما هي سلاح نقاتل به كل الأفكار الظلامية التي تُجيّش لتدمير طبيعتنا السمحة المنفتحة، وتحطيم كبريائنا القومية، وإقناعنا بقبول المحتلين الغاصبين، وفقدان الكرامة الوطنية. لهذا فإن وزارة الثقافة، باستثناء برهة قصيرة أملتها ظروف الحجر الصحي في بداية جائحة كورونا، لم توقف أبدا أيّاً من أنشطتها الثقافية. منذ أيام أقمنا مهرجان القنيطرة الثقافي، وقبله أقمنا تظاهرة (الثقافة في بيتك) وبعد أيام سنقيم مهرجان حماة الثقافي، وكنا خلال أزمة كورونا نبث كل نشاطاتنا الثقافية عبر قنواتنا الألكترونية على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وها نحن الآن، بحضوركم الكريم، نختتم الدورة السابعة لمهرجان سينما الشباب الذي أقيم بتأخير قليل عن الموعد السنوي المعتاد في نيسان بسبب الظروف الصحية التي نعرفها جميعا . أيها الأصدقاء الأعزاء، اسمحوا لي باسمكم جميعا أن أبارك للشباب مهرجانهم الذي تنافسوا فيه بأفكارهم ورؤاهم الفنية والإنسانية، وذائقاتهم الجمالية، ومنحونا متعة التواصل مع بهاء الفن وروعته. لقد رأينا في هذا المهرجان وجهات نظر فنية وفكرية تختلف عما هو سائد ومعتاد، وهذا شيء طبيعي وصحي ومطلوب. لأنه إذا لم يحاول الفنان ابتكار أساليب أخرى غير مألوفة وهو في سن الشباب فمتى إذن سيفعل ذلك؟ لهذا أنا سعيد للغاية بهذه التجربة، تجربة دعم المواهب السينمائية، ونحن نعمل على تعميمها كي تشمل قطاعات فنية وثقافية أخرى: في المسرح والموسيقى والفن التشكيلي والأدب وغيرها، وأنا واثق من أن النتائج ستكون جميلة مثلما كانت هنا. أعتقد أن شبابنا الموهوبين المبدعين يثبتون للعالم من حولنا شيئا مهما مفاده أن هذه الحرب الكونية التي تشن منذ سنوات على سورية لن تفلّ من عزيمتنا ولا من قدرتنا على تذوق الجمال وصنعه. وكذلك لا أملّ من التكرار في كل المناسبات التي تقيمها وزارة الثقافة، بأنه لولا الجيش العربي السوري، لولا بسالته وعزم جنوده لما كان لنا أن نقطف أيا من ثمار الثقافة البهية، ولما استطعنا أن ننتج أفلاما ومسرحيات ونرسم لوحات ونغني أغنيات، ولما كنا الآن، نحن وأنتم، هنا، في هذه القاعة، نستمتع بروعة الفن. إلى جنودنا البواسل تحية وسلام، ووقفة احترام، وعهدا لشهدائنا منا على ألا تذهب دماؤهم هدرا . اسمحوا لي في الختام أن أتقدم بالشكر الجزيل لسيادة رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس على رعايته الكريم لهذا المهرجان، ولما أحاطه به من محبة واهتمام. والشكر كل الشكر من قبل ومن بعد للسيد الرئيس بشار الأسد، القائد والملهم، الذي نستقي من ابتسامته الواثقة الشجاعة القدرة على المضي قدما، وننهل من اهتمامه الشخصي الدؤوب بكل تفاصيل حياتنا الثقافية الأفكار والخطط التي تبتغي تعميق دور الثقافة في حياة شعبنا ومجتمعنا، والانفتاح على ثقافات مختلف الشعوب الأخرى. أتمنى لكم أمسية سعيدة ومشاهدة طيبة وإلى اللقاء.