شكلت احتفالية أيام الثقافة السورية فرصة للمركز الثقافي لسجن عدرا المركزي لعرض ما يكتنفه من مواهب فنية متنوعة لنزلاء السجن والتي حرص على تنميتها وتطويرها منذ تأسيسه قبل عامين.
وتحولت قاعات في سجني الرجال والنساء الى صالات عرض للوحات الرسم والخط العربي والاشغال اليدوية والتحف التقليدية والخشبية والحرف اليدوية واعادة التدوير جال فيها الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة ووزير الداخلية محمد خالد الرحمون ومعاونا وزيرة الثقاقة وعدد من ضباط الشرطة ومدراء المؤسسات الثقافية.
وافتتح الوزيران خلال جولتهما مكتبة المركز بعد توسعتها لتضم نحو ستة ألاف كتاب تم رفدها من اصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب.
كما اطلعا على أعمال تزيين جدران ردهات السجن برسومات تحتوي رموزا وطنية ومن الطبيعة نفذها نزلاء من السجن بعد مشاركتهم بورشة فنية أقامتها وزارة الثقافة بإشراف الفنان بشير بشير بالتعاون مع لبنى مرتضى.
وتابع الحضور فقرات فنية قدمتها فرقتا أمل الموسيقيتين في سجني الرجال والنساء قدمتا خلالها أغان وطنية وتراثية ومشاهد تمثيلية حول أهمية الام في حياة الانسان وضرورة التعليم للمرأة حيث نوهت فاتن سلهب مديرة المركز الثقافي بإدراج هذه الفعالية ضمن أيام الثقافة السورية مشيرة الى دور الثقافة الجوهري في كشف المؤامرة التي استهدفت أرضنا وحضارتنا ولأن الثقافة تعكس تقدم المجتمع.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح اعتبرت أن الفعالية بمكوناتها تشكل حالة خروج عن الإطار المعتاد لأنشطة الوزارة وتؤكد ما يحظى به النزلاء من معاملة إنسانية تحترم ما لديهم من قدرات ومواهب معربة عن أملها بتعزيز التعاون بين وزارتي الثقافة والداخلية لإعادة دمج هذه الشريحة في المجتمع ليحملوا بيدهم مهنا معطاءة تخدم التراث.
وأوضحت السيدة الوزيرة ان دور الوزارة في دعم منتجات هؤلاء النزلاء يقوم على الترويج لها لا على تسويقها مشيرة إلى أنها أبدت استعداد وزارة الثقافة في تخصيص جناح لأعمال النزلاء الحرفية في المعارض التراثية التي تقام بخان أسعد باشا.
الوزير الرحمون أكد أن هذه الفعالية جزء من برنامج تنفذه وزارة الداخلية لإعادة تأهيل النزلاء وإصلاحهم ليكونوا فاعلين لأسرهم ومجتمعهم بعد إخلاء سبيلهم مبينا أن دور الوزارة في هذا الصدد يتم عبر عدة طرق منها التعليم العام بالتعاون مع وزارة التربية لمنح شهادات محو الامية والتعليم الاساسي والثانوي فضلا عن تعليم اللغات والموسيقى والرسم وتعليم الحرف عبر ورش كالنجارة وتصليح السيارة والخياطة.
واعتبر ابراهيم السعيد مدير ثقافة ريف دمشق أن الفعالية بما فيها من تنوع تبرز ما لدى النزلاء من مواهب فنية في مختلف الأشكال تستحق هذه الرعاية والاهتمام كما تعكس النشاط الذي يقوم به المركزان الثقافيان للرجال والنساء في السجن واللذين أحدثا عقب مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارتي الثقافة والداخلية.
النزيل يوسف صالح قدم مشغولات من الخرز من محافظ ومسابل ومسابح بالسنارة والنول مبينا أنه تعلم هذه الهواية في سجن عدرا حيث تلقى دعما من إدارة السجن ومن جمعية رعاية السجناء اللتين قدمتا له المواد الأولية وأفسحت له المجال لتطوير موهبته.
النزيل علي معطي شارك بلوحات الخط العربي والرسم لمناظر طبيعية مشيرا إلى أنه نمى هذه الهواية إيمانا منه بأن حياة الإنسان يجب أن لا تتوقف رغم ظروفه حيث حصل من الجهات المسؤولة عن السجن على أدوات ومستلزمات الرسم.
النزيل محمود قرقور شارك بأعمال خشبية صنعها خلال عمله بورشة النجارة لشمعدانات ومشاجب ثياب وجذوع أشجار بأشكال فنية مبينا أنه استفاد من عمله كنجار وما تلقاه من مساعدات ودعم من إدارة السجن لصناعة منحوتات وتحف من الخشب.
النزيلة إسراء مورة شاركت بصناديق وعلب محارم تصنعها من مواد تالفة مشيرة الى دور المركز الثقافي بتعليمها هذه المهنة وتقديم المواد الاولية حيث تشعر وهي تصنعها أنها تعيش حياتها الطبيعية لأن الانسان يجب أن يتسلح بالأمل مهما كان وضعه.
وفي نهاية الجولة قدمت وزيرة الثقافة شهادة تكريمية لرئيسة المركز الثقافي السيدة فاتن سلهب تقديرا لدورها في تدريب النزلاء ولاهتمامها المستمر بدعم مواهبهم.