فعالية “أيام الفن التشكيلي السوري”

0
8711

تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، ممثلاً بالأستاذ محمد وزير الثقافة أقامت وزارة الثقافة بتاريخ 12/12/2018 فعالية “أيام الفن التشكيلي السوري” وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، بحضور السيد وزير الإعلام الأستاذ عماد سارة ووزير التربية الأستاذ موفق عماد عزب وعدد من الفنانين التشكيليين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وفي الافتتاح ألقى وزير الثقافة السيد “محمد الأحمد” كلمته التي نقل فيها تحيات راعي الحفل رئيس مجلس الوزراء المهندس “عماد خميس” وأمنياته بالتوفيق لجميع السادة المشاركين.
وقد عبر السيد الوزير في بداية كلمته عن أهمية الاكتشافات التي تقوم بها البعثات الأثرية، والتي تؤكد للمرة الألف العمق الحضاري لسورية والامتداد الموغل في القدم لثقافتها، كما تثبت أن الفنانين التشكيليين لا يبدعون من فراغ، وإنما يستندون إلى إرث عريق بناه الأجداد، وما يزال يشع بنوره عبر آلاف السنين، مشدداً على أن تلك الاكتشافات ماهي إلا تحد يلقيه إلينا الأجداد عبر عشرة آلاف عام، كفنانين سوريين باعتبارنا أحفادهم المباشرين، وكي يختبروا قدرتنا على مواصلة ما بدؤوه، وعلى حفظ ما قدموه للبشرية وتحسينه وتطويره، لأن كونك ابن بلد أنتج أول أبجدية، وأول أثر للفن البصري يرتب عليك مسؤوليات باهظة أمام ماضيك ومستقبلك وأمام نفسك قبل كل شيء.
وتابع بالقول أن جوهر هذا التحدي يكمن في أن أسلافنا الذي مروا على هذه الأرض قبل مئة قرن كانوا يعيشون في المغاور والكهوف وينتزع أحدهم لقمة الطعام من فم الآخر، تنهشهم الأوبئة والأمراض ووحوش البرية، وترعبهم الصواعق والرعود وبقية غوامض الطبيعة، ولكنهم كانوا يجدون الوقت دائما لتذوق الجمال وبهاء العالم المحيط بهم، والتعبير عن أنفسهم بالأدوات الشحيحة المتاحة، فهل نجد نحن، الذين قيض لهم كل وسائل الرفاهية والاتصال والتعبير، الوقت لذلك؟
وقد أكد السيد الوزير أن جوهر عمل وزارة الثقافة، وخاصة في سنوات الحرب الكونية التي تشن على سورية، هو محاولة الجواب على هذا السؤال.
وأردف: إن غاية الهجوم الإرهابي الظلامي على سورية هي تدمير ثقافتنا وإرثنا الحضاري، وقطع حاضرنا عن ماضينا، وتحويلنا إلى شعب أعمى، لا تاريخ له، يعيش على ما يلقى له من فتات الحضارة، مشيراً إلى وجود دول عظمى تدّعي التمدن والديمقراطية تدعم بالمال والسلاح والإعلام كل الحثالات الإرهابية التكفيرية التي كانت تسعى لتقويض بلدنا وأمن شعبنا، ضاربة عرض الحائط كل القيم والمبادئ التي كانت تنادي بها في وسائل إعلامها وعلى منابر خطبائها.
وقد أكد أن الشعب السوري بكل فئاته أعلن رفضه لما يخطط له، والتف حول قيادته وجيشه الذي استبسل في الدفاع عن سورية ووحدة أرضها وشعبها، وحماية إرثها وآثارها وكنوز تاريخها.
وفي الختام تمنى وزير الثقافة السيد “محمد الأحمد” على الفنانين التشكيلين ألا ينسوا مأثرة الجنود البواسل، وأن يتذكروا ويستلهموا، وهم يرسمون أو ينحتون، وجوههم السمحة وسواعدهم المباركة وجباههم المرفوعة ودمهم الزكي.
ثم ختم كلمته بالتوجه بالشكر إلى السيد الرئيس “بشار الأسد” على اهتمامه الشخصي الكبير بكل مفاصل وتفاصيل حياتنا الفكرية والفنية وعملنا الثقافي، وإلى السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس على رعايته الكريمة للاحتفالية.
بدوره مدير الفنون الجميلة الاستاذ “عماد كسحوت” قال حول الفعالية: “لأول مرة يحدث في سورية مهرجان يضم جميع أنواع الفنون ضمن هذا الأسبوع، وتضم هذه الفعالية حفل افتتاح، ومعرضاً للفنانين الرواد المؤثرين في الحركة التشكيلية السورية، بالإضافة إلى معرض الخريف الذي سيقام في خان أسعد باشا الذي يتجدد بشكل دائم، بالإضافة إلى معرض الخط العربي والتصوير والخزف بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وفعاليات ضمن مديريات الثقافة في المحافظات الأخرى، وفعاليات فنية أيضاً في صالات العرض الخاصة”.
ثم كرم السادة الوزراء مجموعة من الفنانين وهم : د. إحسان عنتابي، وحيد مغاربة، نشأت الزعبي، نذير إسماعيل، عبد العزيز علون، نزار علوش.
وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي استعرض فيه تاريخ الحركة التشكيلية السورية منذ بداياتها وأهم روادها ومبدعيها الذين عملوا في جميع المدارس التشكيلية.
بعدها افتتاح السيد وزير الثقافة معرض الفنانين الرواد والذي ضم ما يقارب من 32 عملاً فنياً مقتناة من قبل وزارة الثقافة للفنانين الرواد من مدارس مختلفة
الفنان “إحسان عنتابي” أحد المكرمين في الفعالية علق على التكريم بالقول: “هذه الفعاليات تؤكد على أننا رغم الظروف الصعبة لازلنا نفكر في الفن وجماليته محاولين إبرازه بشكل دائم، ولدينا إيمان كبير بجيل الشباب التشكيلي القادم كوننا نرى أنهم يحملون ذات الرسالة الفنية بعراقتها وأصالتها كما اعتدنا عليها”.
يذكر أن فعالية “أيام الفن التشكيلي السوري” مستمرة لغاية ٢٠ كانون الأول في جميع المحافظات السورية وتضم مجموعة كبيرة من المعارض وورش العمل والندوات.

المكتب الصحفي لوزارة الثقافة