فعاليات تراثية وفنية وثقافية منوعة ضمن مهران التراث الشعبي السابع في طرطوس

0
8784
انطلقت في جزيرة أرواد اليوم فعاليات مهرجان التراث الشعبي السابع الذي تقيمه مديرية التراث في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الثقافة في طرطوس تحت عنوان ” أرواد.. بحر التراث”، بحضور فعاليات رسمية وشعبية.
وشملت فعاليات اليوم الأول عدة جولات ميدانية لوزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح كان أولها سوق المهن اليدوية الدائم في طرطوس، الذي أبصر النور منذ ثلاثة أشهر، ويضم 57 حرفي وحرفية يقدمون أعمالاً وأشكالاً فنية متعددة تجسد تاريخنا وتراثنا، وتعرف الأجيال على أهم المقتنيات اليدوية التراثية، من خلال مشاهدة حية لكيفية تطبيق بعض الحرف مثل صناعة الفخار وصناعة صابون الغار، وأعمال الخيزران والقش وتقطير ماء الورد وأعمال خيوط الحرير، وكانت الجولة الثانية إلى ورش صناعةذشذش المراكب الخشبية وقوارب الصيد والسفن البحرية في أرواد، حيث التقت الوزيرة مشوح شيوخ الكار من الحرفيين الأرواديين الذين ما زالوا مستمرين بهذه الصناعة على طريقة أجدادنا الفينيقيين، كما تم افتتاح معرضاً للحرف اليدوية والمقتنيات التراثية البحرية في قلعة أرواد، ضم أعمالاً مشغولة بالأصداف البحرية ومحنطات بحرية إضافة إلى مجسمات سفن وبدلة غطس مع عدة صيد يدوية وشباك للصيد، وكان لفرقة (أرادوس) للفنون الشعبية مشاركة حيث قدمت لوحات شعبية من تراث سورية وطرطوس وجزيرة أرواد، كما قدم الفنان أحمد عبد الحميد وفرقته الموسيقية (أيام زمان) وصلة غنائية تضمنت أغاني ترائثة وطربية، وأختتم اليوم الأول فعالياته بزيارة البرج الأيوبي في جزيرة أرواد، حيث تم تقديم مجموعة من الحلويات التراثية البحرية التي تختص بها جزيرة أرواد منذ القدم.
واكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح في كلمة لها ان اصالة التراث اللامادي لا تعني ان هذا التراث شيء جامد، بل هو نتاج تجارب متراكمة وثمرة مهارات يدوية ونتاجات شفهية عاشها الانسان متفاعلا فيها مع محيطه الاجتماعي والثقافي، انه منظومة متكاملة شكلت طبيعة الحياة اليومية التي قامت عليها المجتمعات من عادات وتقاليد ومهارات متوارثة وأشكال التعبير الشفوي والمرويات الصوتية والموسيقية والاساطير والطقوس وفنون الطبخ، لافتة الى ان جزيرة ارواد غنية جدا بهذا الموروث الثقافة، لا بل هي متفردة في تراثها بكل مكوناته، واضافت في تصريح للصحفيين: أن زيارتنا اليوم إلى جزيرة أرواد رسالة مهمة للغاية لأسباب لا تتعلق فقط بالتراث الشعبي وإنما بالترث ككل وهذه الجزيرة لها تاريخ عريق جدا، تختزل الحضارة السورية، و تجسد تراثا غنيا متنوعا ماديا ولا ماديا ونحن اليوم نحتفل بمهرجان التراث بأرواد
وأعني بالتراث المادي الأثري وما يختص من مهارات وحكايات وأساليب عيش وصناعة عريقة، رأينا اليوم نماذج منها وهي صناعة القوارب ومن لا يعرف عليه بزيارة أرواد ليجد أعجوبة سفن ضخمة وسفن صيد تصنعها أيادٍ ماهرة للغاية توارثت هذه الحرفة التي لم تدخل الآلة فيها وعمل أهل أرواد على نقلها لأبنائهم والأجيال .
نحن في وزارة الثقافة – مديرية التراث اللامادي – سنعمل على رصد وحصر عناصر هذا التراث الغني وحمايته .
وبين مدير الثقافة في طرطوس كمال بدران خلال كلمة له، أن الأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتراثها لأنه جزء أساسي من مكونات تاريخ وحضارة تلك الأمة، وهو الذي يوثق ويكشف عن عراقتها ويحافظ على الهوية التي تميزت بها هذه الأمة عن غيرها من الأمم، فكلما تقدمت الأمة- أيَّ أمة- زاد اهتمامها بالتراث، فلا هوية للذات إلا بعد الاستناد إلى التراث عكس ما يراه البعض، الذين جردوا الماضي واعتبروه عبئاً على الحاضر وكابحاً للتقدم نحو مستقبل أفضل، بل إنهم صنعوا خصومة وجدلية مفتعلة.
و قال الأستاذ منذر رمضان المشرف على الحرف التراثية بطرطوس: تتضمن مشاركتنا معرضأ للحرف التراثية والتقليدية بمشاركة ما يقارب ٥٧ حرفيأ وحرفية ضمن سوق المهن اليدوية الدائم الذي تم إفتتاحه مؤخرأ في العبارة المحاذية لحديقة الطلائع على الكورنيش البحري يتضمن المعرض مضافة شرقية لإستقبال الضيوف بالطريقة التقليدية وعدد من المشغولات الحرفية الفنية التي صنعت بأنامل مبدعة، وهو معرض شامل لتراثنا وتاريخنا العريق . إضافة لمعرض آخر في قلعة أرواد يتضمن أعمالاً فنية بالصدف ومجسمات سفن ومراكب متنوعة ومحنطات من الأحياء البحرية ومعدات صيد السمك التقليدية من شباك وقفص وبدلة ومعدات صيد فردية، وأضاف رمضان: رغم التنوع الهام لهذه المعروضات إلا أن الجولة التي تمت من خلال هذا المهرجان المميز على الورش الخاصة بصناعة المراكب واللقاء الذي تم مع شيوخ الكار يحمل أهمية بالغة كون هذه الحرفة أصبحت مهددة بالإندثار بسبب قلة الصانعين للمراكب نتيجة عوامل متعددة، آملين الإهتمام من المعنيين بإحداث حاضنة لتعليم أجيال متعددة نضمن من خلالهم إستمراريتها إلى المستقبل القريب والبعيد ولا بد لنا أن نذكر العالم بأننا أحفاد الفينيقيين وورثتهم وستبقى هذه الصناعة العريقة تجوب البحار متخطية كافة العقبات حاملة راية الوطن، . نحن نفتخر بإرثنا وحضارتنا ونجد بأنه من الضروري إستمرارية هذه المهرجانات الهادفة لما تحمله من غنى وتنوع للتراث الفني والتاريخي المادي واللآمادي وتساهم في نقل حضارتنا لأجيال المستقبل مساهمة بنقل راية الأجداد لتعبد طريق المستقبل .
يشار إلى أن المهرجان يقام على مدى ثلاثة أيام ويتضمن يوم غد عرض مادة فلمية عن جزيرة أرواد، وندوة “حرفتي تراثي” بعنوان التراث البحري وإمكانات أسهامه في تعزيز الطلب السياحي يقدمها كل من الباحث محمد رئيف هيكل والمهندس مروان حسن والاستاذ منذر رمضان في صالة المركز الثقافة في طرطوس، ويختتم المهرجان فعالياته الاربعاء بظهرية تراثية بعنوان (بانوراما أغاني التراث السوري) في المركز الثقافي في طرطوس عند ال يحييها الفنان كمال حميد تتضمن أغاني من تراث جميع المحافظات السورية، وبأمسية موسيقية تقدمها الفرقة الشرقية للمعهد العربي للموسيقا في طرطوس، بعدها سيتم تقديم شهادات على المشاركين في المهرجان.