عملا بوصيتها.. تشييع الألمانية باهر إلى مثواها الأخير بدمشق
بحضور الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة والمهندس بشر يازجي وزير السياحة ودعت دمشق اليوم الخميس 11/10/2018 عاشقتها الفنانة الألمانية اورسولا باهر من كنيسة اللاتين بباب توما إلى مثواها الأخير في مقبرة اللاتين بحي الطبالة والتي غيبها الموت عن عمر يناهز 58 عاماً في العاصمة السورية دمشق.
ونُفذت وصية باهر بدفنها بتراب دمشق وحُقق حلمها الأخير بافتتاح معرضها في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق قبل وفاتها بيوم واحد، حيث قالت خلال افتتاح المعرض “ أنتم انتصرتم أيها السوريون لأنكم على حق وأنا قدمت إليكم لأنني أحبكم”.
” وضعي الصحي صعب وإذا وافتني المنية هنا فوصيتي أن أدفن في تراب سوريا لأنها بلد الشهداء”.
السيد وزير الثقافة وخلال التشييع وصف الموقف بالمؤثر للغاية والدرامي بامتياز لان الفنانة تنتمي إلى عالم غربي أوغل في الظلم تجاه سورية، وهذا اكبر دليل على أن شرفاء العالم كثر.
وتحدث وزير الثقافة عن المراسلات التي جرت مع اورسلا والتي كانت على علم بأنها تعيش أيامها الأخيرة وإنها مصابة بمرض عضال يفتك بها، وكانت مصرة وتقول إنني أسابق الزمن لكي آتي وأدافع عن قناعاتي تجاه ما يحصل بسورية من الدول الظالمة فأنا انتمي لثقافة هذه الدول واخجل من الانتماء إليها كمواطنة.
وتابع الأحمد تيسر لها الأمر وتم دعوتها من قبل وزارة السياحة وقدمنا لها دار الأسد لتعرض اللوحات التي شاهدتموها قبل أيام، و قدمت أورسلا رسالة للبشرية جمعاء من الأرض السورية بأن الشعب السوري شعب يحب الحياة و السلم و يحتفل بالثقافة و بكل المبادئ والقيم الإنسانية العظيمة.
وللفنانة الراحلة مواقف شبيهة يوم غزو العراق أيضا إذ اتخذت موقفا مدافعا عن الشعب العراقي.
وتابع السيد الوزير نستطيع القول إننا في سورية فقدنا نصيراً ثقافياً هاماً لشعبنا، فهي كانت تنوي فعلاً عندما تنتهي من هذا المعرض أن تذهب وتشي بكل ما شاهدته في دمشق و في الأرض السورية.
وأكد السيد الوزير بأن وزارة الثقافة تشعر بالامتنان لما قدمته هذه الفنانة الهامة، وسنعد كتيبا يضم أعمالها ولوحاتها لنوزعه عندما تحل مناسبة مرور أربعين يوما على وفاتها، وسنقيم معرضا احتفاليا لها سيشارك فيه فنانون سوريون من الجيل المخضرم والجيل الشاب يستوحي سروماته من روحها التي شاهدتموها في لوحاتها.
وختم السيد الوزير: أخبرتني بأنها تتمنى أن تموت في سورية وقلت لها بأن التقارير الطبية فيها خطر على حياتها فكانت تردد دائماً دمي ليس أثمن من دماء السوريين، لو تيسر لي الموت في سورية سوف أكون سعيدة للغاية، وهذا ما عبرت عنه في إحدى لوحاتها والتي تظهر سيدة وخلفها امرأة طائرة تمثل الروح عندما تنتهي في الجسد تطير إلى مدارك أسمى وأعلى هذا ما أرادت اورسلا أن تحققه عبر مجيئها إلى سورية وقد حققته ..