برعاية اﻷستاذ محمد اﻷحمد وزير الثقافة أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية ندوة قامات في الفكر واﻷدب والحياة الشهرية الرابعة والتي حملت عنوان: “عبد الكريم اليافي المفكر الموسوعي واﻷديب البارع”.
وبدأت الندوة بمحاضرة للدكتور عدنان مسلم تحدث فيها عن عبد الكريم اليافي والرأسمال المعرفي والاجتماعي قائلًا فيها: “قدم عبد الكريم اليافي الإنتاج المعرفي الوفير للعلم ورواده، وبخصوص الرأس مال المعرفي والاجتماعي عند المفكر عبد الكريم اليافي فهو من خلال كتبه دات العلاقة بالثروة المعرفية الاجتماعية.
والمحور الآخر في الرأس مال الاجتماعي لشخصيته الذاتية بما تجسده نظرية الرأس مال الاجتماعي لعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو بتطبيق عناصرها المتجسدة في عامل الثقة وعامل العلاقات الاجتماعية وعامل القيم المنظومة القيمية”.
وتحدث الدكتور علي إسبر في قراءة آراء عبد الكريم اليافي الفلسفية بالقول: “لن يتاح لأي إنسان أن يتجاوز محدوديته أو بالأحرى انغلاقه مالم يفكر فلسفيا، إذ أن الفلسفة في أعماقها ليست إلا أسئلة بريئة وأجوبة شجاعة،، ومخركها الرئيس هو الإنسان. وفي التا ريخ السوري العريق الكثير من الفلاسفة وأهمهم عبد الكريم اليافي الذي تابع الدرب الشاق في الفلسفة فلم يركز اهتمامه في الأبحاث الفلسفية البحتة أي أنه لم يعن بوضع نظريات في مباحث الفلسفة الثلاثة الرئيسية “علم الوجود ونظرية المعرفة وعلم القيم” وإنما عني بالانفتاح على العالم بما يمكن تسميتها إشعاعات كثيفة من الحدوس الفلسفية، إذ أنه يتجه نخو اكتناه العالم لا بإقحام العقل فيه لفرض مقولاته عليه، بل لإحداث نوع أو ضرب من التمازج الوجداني معه، ذلك أن اليافي كان معولا في فهمه للوحود على عيانات ثاقبة واستبصارات عبقرية وانكشافات صوفية علاوة عل فهمه العلمي العميق للعالم”.
ليختتم الدكتور اسماعيل مروة محاور الندوة بالحديث عن عبد الكريم اليافي كأديب وشاعر بالقول: “من المعيب عدم الوقوف عند عبد الكريم الباقي هذه القامة الفكرية، في تربيته كان أباً وقي تعليمه كان أستاذاً وكان فيلسوفاً، وكان من أهم من أشرفوا على رسائل الماجستير، من الجانب الأدبي كان له مجموعة كبرى من الدراسات والمقالات وعندما كان يتحدث في اللغة كانت تتفتق اللغة في يديه”.
وفي الشعر حسب رؤية د. اسماعيل فيه نوع من النقد اصدر ديواناً شعرياً بعنوان “حصاد الظلال” وعند قراءته مع ديوان شفق د.عمر فروخ “فجر وشفق” وعند استعراض سيرة الرجلين أجد أن كلاهما من أصحاب الدكتوراه في الفلسفة، وعندما يتحدث الفروخ عن نفسه نكتشف أن الدكتوراه ليست في مادة الفلسفة وإنما كلمة تضم الفلسفة والاجتماع والأدب وأشياء أخرى ولكن عمر الفروخ من مدرسة ألمانية وكان عنيداً جداً واليافي من مدرسة فرنسية وقد كان اكثر ليناً ولطفاً.
عند قراءة “حصاد الظلال” نجد شعراً عالياً في لغته وأوزانه وبحوره فهو ليس شخصاً مجرباً للشعر، ونجد شاعراً يجيد الشعر فناً ونظماً لكنه لا يمتلك ولا يقبل أن ينزل من مكانته الفكرية والفلسفية والمعرفية ليجابي الشعراء في جنونهم وأدبهم وصورهم وهو أمر طبيعي.
في ديوان “حصاد الظلال” وجدت أن الشعر عقل والعلم سراج بمعنى لا نقف أمام شاعر بقدر أننا أمام شخص يفلسف الأمور ويبنيها ليكون هادياً، مثل شعره عن الزواج نكون أمام محاكمة عقلية وليس أمام شاعر يتعامل مع المرأة.