سينما الطفل .. التأسيس لجيل الغد

0
10224

سينما الطفل .. التأسيس لجيل الغد

فنون وسينما
الأثنين 1-10-2018
بادرة أخرى تصب في المنحى الإبداعي وتنمية المواهب وتحفيزها ، ولكن هذه المرة العيّنة المستهدفة هم الأطفال ، حيث أقامت المؤسسة العامة للسينما مشروع (سينما الطفل)

وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة لمدارس أبناء وبنات الشهداء ، وسعت من خلاله إلى جذب من لديهم موهبة سينمائية وإخضاع المتقدمين من الأطفال لفحص قبول من قبل لجنة مختصة ، ويمتد المشروع لستة أشهر كاملة ، وينقسم إلى مرحلتين الأولى المرحلة الصيفية والثانية المرحلة الشتوية بحيث ينتهي مع نهاية العام الحالي ،يتم خلاله إعطاء سبع مواد هي (الإخراج ، كتابة السيناريو ، التصوير ، الموسيقا ، المكياج ، الرقص ، التمثيل) ، ومن أهم أهدافه تطوير الحالة التفاعلية لدى الأطفال وتمكينهم وتعزيز القدرات لديهم خاصة تلك التي اكتسبوها من خلال أساتذة أكاديميين .‏

حالة تفاعلية‏

في حديثه لصحيفة الثورة يؤكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما مراد شاهين على أهمية التوجه للطفل ، يقول : الثقافة العامة والثقافة الفنية الجامعة لا تأتي من فراغ وإنما تأتي من العمل على جيل الأطفال ، فالقراءة وسماع الموسيقا والرسم والاطلاع على الفنون كلها أمور مُكتسبة ، فإما أن يعتاد عليها الطفل من الصغر وتصبح عادة ويعمل في فترة لاحقة على تطوير هذه المعارف ، أو أن يكون شخصاً لا تربطه بالفن والموسيقا أي علاقة وعندها لن تستطيع تطوير هذه المهارات لديه .‏

ومن هنا يأتي التركيز على الطفل السوري لبناء جيل قادر على التفكير بآلية مختلفة ويحمل في جعبته المهارات والثقافة الضرورية له ليكون قادراً في المستقبل على امتلاك عقل متنور ، وهذا ما نقوم عليه في مشروع سينما الاطفال ، فنحاول تثقيفهم بمختلف الفنون ومن ثم ننتقل إلى السينما كأمر أساسي نبتغيه في المشروع .‏

وحول الاختلاف الذي لمسه عند الأطفال المشاركين بعد انتهاء المرحلة الصيفية من المشروع ، يقول : لمست تطور الحالة التفاعلية لديهم بشكل كبير في كل المجالات التي يتم تدريسهم إياها ، وهذا هو المطلوب ، أي أن نرى حالة تفاعلية مرغوبة من قبل الأطفال ، وتصبح هذه المعارف جزءاً من هويتهم الثقافية بشكل عام .‏

أطفال سورية‏

أما باسم خباز مدير مشروع سينما الطفل فيشير إلى أن المشروع يأتي استكمالاً للمشاريع التي سبق واطلقتها المؤسسة العامة للسينما ، يقول : سبق وتوجهنا لشريحة الشباب من خلال مشروعين ، الأول (دعم سينما الشباب) والثاني (دبلوم العلوم السينمائية وفنونها) ، ونتوجه اليوم إلى شريحة الأطفال التي نعتبرها الفئة الأكثر تضرراً بسبب ما مر على سورية ، فقد تضررت من الناحية التعليمية والنفسية والتربوية .‏

ويشير إلى أن المشروع اليوم تجريبي ليكون نواة لمشروع متجدد لاحقاً وهو موجه لكل أطفال سورية ، والفكرة كانت أن يتم إنجازه على مستوى المحافظات السورية ، أما حول سبب تنوع المواد التي يتم تدريسها فيه فيقول : فئة الأطفال في المشروع تتراوح أعمارهم بين (8 – 14) سنة ، وبالتالي من الصعب تعليمهم تقنيات التصوير السينمائي بأعلى مستوياته وإنما نسعى تعليمهم بعض العلوم الخاصة بالسينما ، وينبغي أن يكون مع هذه المواد الخاصة بالسينما مواد أخرى تمنحهم الحركة والنشاط وتجعلهم يفرّغون الطاقة لديهم ، فالرقص موجود ولكن لخدمة الهدف الأساسي الذي هو السينما ، لأنك لا تستطيع تلقين الطفل محاضرة تلو الأخرى دون نشاط عضلي وحركي ، لذلك وجِدت مواد فيها حركة وطاقة مثل الرقص والموسيقا ، لتفريغ شحنة النشاط الموجودة لديهم ليكونوا قادرين على استيعاب المحاضرات وما تتضمنه من معلومات حول الإخراج والسيناريو والتصوير، وهي المواد الأساسية هنا .‏

ويؤكد في نهاية كلامه إلى أن المشروع سيكون له مخرجات على الرغم من أنه تجريبي ، حيث سيتم انجاز فيلمين يقوم الأطفال بكتابتهما واخراجهما وتصويرهما والتمثيل فيهما ويعرضان في الحفل الختامي ، إضافة إلى انتقاء المميزين من ناحية التمثيل ليكونوا أبطالاً في أفلام المؤسسة التي تستدعي وجود الأطفال فيها .‏

الانتماء للوطن‏

حول طريقة إعطاء المعلومة للأطفال يؤكده المخرج المهند كلثوم المدير الفني للمشروع والأستاذ المحاضر في مادة الإخراج أنه تم الاعتماد في كل المواد ، على إعطاء المعلومة الأكاديمية مع طريقة تنفيذها عبر التطبيق العملي ،مشيراً إلى أن تطور الأطفال كان ملفتاً للنظر ، يقول :‏

عندما تؤسس الطفل منذ الصغر فهو يستوعب أكثر ويتلقف المعلومة بشكل أكبر ، ونحن محظوظون بأطفالنا فلدينا خامات هامة ، وبالنسبة لمادة الإخراج فقد اعتمدت على مزجها مع فكرة الانتماء للبلد ، فمهمة المخرج أو الأستاذ جعل الطفل ينتمي للمكان ، وعندما بدء الأطفال بمشاريعهم الفردية حرصنا على الأفكار التي يمكن أن يصوروها ، فركزت على (الانتماء) كأن يصور الطفل عائلته أو مثله الأعلى ، شارعه ، مدرسته .. لنصل إلى الوطن . وكان تقبلهم جميلاً جداً .‏

ويشير إلى أنه دائماً هناك خطوات أكثر تطوراً ، فالمشروع بدأ صغيراً ولكنه مستمر . لأنه تم تبني الفكرة من الجهة المختصة وهي المؤسسة العامة للسينما التي تنتج الأفلام وتهتم بالثقافة الوطنية لإنشاء جيل سوري يُعتمد عليه . ويتابع القول : بدأنا المشروع بالتشارك بين المؤسسة العامة للسينما والهيئة العامة لمدارس أبناء وبنات الشهداء ، فانطلق نواة صغيرة ولكن هدفنا أكبر بأن تُعمم التجربة على مستوى دمشق والبلد كلها ، الخطوة الأولى كانت (يلا سينما) في مدارس أبناء وبنات الشهداء، واليوم في مشروع (سينما الطفل) المُستهدف مدارس دمشق كلها ، أما المرحلة القادمة وفق الخطة الأساسية للمشروع فهي انشاء دبلوم سنوي ، حيث نأخذ النخبة المميزة التي صقلناها من خلال هذه الدورات المكثفة لننجز لهم (دبلوم) ونتعمق أكثر في وظائف ومنهاج الإخراج ، والسعي لتأسيس جيل سينمائي منتمٍ لهذه الأرض ، جيل مثقف يستطيع أن يدافع عن وطنه بالكاميرا فيحملها في المكان الصحيح بشغف ومحبة لهذا الوطن .‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=12232302720181001011649