عشرات الرؤى الفنية المعاصرة أبدعتها أنامل 150 فناناً تشكيلياً من عدة أجيال جاءت متنوعة الأساليب والمضامين والمدارس الفنية ضمها معرض الخريف السنوي الذي زين اليوم فضاء خان أسعد باشا في دمشق القديمة.
وتباينت تقنيات الأعمال المشاركة في المعرض الذي أقيم ضمن فعالية أيام التشكيل السوري ما بين التصوير الزيتي والغرافيك والنحت المتنوع الخامات إضافة إلى أعمال تجريبية تطرقت جميعها لمواضيع عن المرأة والطبيعة الصامتة والخط العربي بأحجام وتقنيات مختلفة.
ونوهت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح في تصريح للصحفيين بجمال الأعمال المشاركة في المعرض وتنوع أجيال الفنانين من مخضرمين وشباب لا يقلون عطاء وإبداعاً عمن هم أكبر منهم سناً داعية جمهور الثقافة والمحب للفن إلى زيارة المعرض واغناء ذائقته الجمالية وإلى اقتناء الأعمال الفنية لتشجيع الفنانين على الاستمرار بالعمل.
بدوره مدير الفنون الجميلة النحات عماد كسحوت قال في تصريح لـ سانا “معرض الخريف فعالية سنوية لم تتوقف طوال سنوات الحرب هو يزداد مع كل سنة زخماً وتنوعاً ويقام هذا العام ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي حيث حاولنا انتقاء الأعمال الأهم من بين ما تقدم للمشاركة” مؤكداً أن وزارة الثقافة هي الداعم الأول للفن التشكيلي والفنان السوري.
التشكيلية مها محفوظ رئيسة فرع دمشق للفنانين التشكيليين عبرت عن إعجابها بأعمال المعرض المتنوعة التي تشكل حالة حوار وتلاق لعدة أجيال من الفنانين وتثبت قدرة الفنان السوري على التألق رغم الظروف الصعبة.
النحات زياد قات جاءت مشاركته من خلال عمل بخامة خشب الجوز مجسداً فيه تداعيات وأحاسيس عن الإرادة عبر تحوير لطائر العنقاء التي تقوم من تحت الرماد بصعوبة وأنين مضيفاً إليها بعض الأشعار مشيراً إلى أنه لا يتقيد بأسلوب معين بل يلحق إحساسه فيما يقدم من أعمال نحتية.
وقدم الفنان التشكيلي أسامة دياب عملاً بحجم كبير يحمل الكثير من التناقضات معتمداً على الرمادي والأسود والذهبي مشكلاً حالة درامية لها علاقة بالجانب الإنساني والاجتماعي مع تقشف بسيط بالألوان القوية.
الفنانة التشكيلية ربا قرقوط شاركت بلوحة جسدت فيها روحها بمشهد من البحر يمثل الصفاء بتقنية الألوان الزيتية مبينة أن المشاركة في معرض الخريف مهمة لما يحويه من أسماء تشكيلية مؤثرة في التشكيل السوري ولكونها فرصة للقاء الفنانين والاطلاع على تجارب بعضهم.
الفنانة التشكيلية ليلى رزوق قدمت لوحة مستمدة موضوعها من الحرائق التي تعرضت لها الغابات السورية متخيلة الأشجار كبشر يطلبون النجدة مجسدة مشاعرها في تلك اللوحة.
أما لوحة الفنان التشكيلي بشير بشير فجاءت ضمن أسلوبه المعتاد بالحروفيات كحالة فنية تجريدية للتراث الشرقي الدمشقي المشابه للأرابيسك.
التشكيلية مفيدة ديوب شاركت بلوحة تعبيرية تجسد رجلاً يجلس وحيداً إلى الطاولة بألوان الأكريليك الكثيفة على السطح موضحة أن مشاركتها هي الرابعة لها بمعرض الخريف.
الفنان التشكيلي بسام الحجلي جاءت لوحته من الأسلوب التعبيري حيث رسم فيها أزهاراً مقترباً من التجريد وبإحساس يبرز الضوء كنور بحالة خاصة.
الفنان التشكيلي محمد الركوعي عبر في لوحته بعنوان حديث المدينة عن سورية التي تعيش اليوم حالة انتعاش من جديد وهي تخرج من الحرب مهديا لوحته للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبمنحوتة كبيرة مثلت نسراً طائراً في الهواء جاءت مشاركة النحات وضاح سلامة بعنوان سيطرة وعنها قال “مثلت السيطرة الموجودة بالحياة مختصراً إياها بتشكيل معدني لطائر مع عظم طبيعي لإبراز هول هذه الحالة على نفس المشاهد”.