بعد انهاء أعمال ترميم وإعادة التأهيل لموقع نبع أفقا التاريخي في شباط الماضي بمدينة تدمر، وبرعاية وزارة الثقافة أقام المركز الثقافي الروسي بدمشق بالتعاون مع مكتبة الأسد الوطنية محاضرة ومعرض بعنوان “تدمر في عيون روسيا”.
وتضمنت الفعالية عرض فيلم قصير تحدث عن اهمية مدينة تدمر التاريخية واثارها العظمية بالإضافة لمعرض صور ضوئية تضمن نحو 43 صورة ضوئية اظهرت نبع أفقا التاريخي قبل الترميم وبعده.
معاون وزيرة الثقافة المهندسة سناء الشوا أوضحت أن الفعالية هي حصيلة التعاون بين الجانبين السوري والروسي الذي أثمر إعادة تدفق المياه في نبع أفقا التي تروي واحة تدمر و التي تعد مقدمة لعودة الحياة إلى المدينة بالكامل، ومايميز هذا المشروع أنه نفذ بأيدي سكان تدمر بالتعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والجانب الروسي و هو ليس الأول ولن يكون الأخير.
رئيس الفيلق الاستكشافي التطوعي الروسي تيمور كارموف أشار في محاضرة ألقاها إلى أهمية مشروع ترميم نبع أفقا الأثري الذي استغرق تنفيذه نحو ثلاثة أشهر مؤكداً أهمية التعاون الثقافي والتاريخي بين البلدين في ضوء اهتمام الجانب الروسي بإعادة الإعمار ولا سيما الآثار التي تم تدميرها من قبل الارهابيين.
وعرض كارموف الصعوبات التي تمثلت في تعزيل مجرى النبع من الأنقاض والردميات وترحيلها والكشف عن الدرج الأساسي بالكامل المؤدي إلى مجرى النبع وإعادة بناء الجدار الأثري باستخدام أحجار مشابهة للقديمة.
وبين معاون مدير الآثار والمتاحف _ مدير التنقيب والدراسات الأثرية الدكتور همام شريف سعد إلى أهمية المشروع الذي قام به الجانب الروسي بالتعاون مع مديرية الآثار بإعادة إحياء نبع أفقا التدمري ومساعدة سكان المدينة على العودة إليها مبيناً أن هذا المشروع هو أول عمل ينجز في المدينة بعد عودة الأمن والأمان إليها.
وبدورها أشارت مصورة المعرض الفنانة الروسية الونا زايتسافا إلى أنها
التقطت مئات الصور من خلال زيارتها للمدينة عدة مرات مع البعثة الروسية السورية المشتركة التي قامت بعملية الترميم بهدف اطلاع السوريين والعالم على أهمية هذه المدينة ذات التاريخ العظيم وكيف أصبحت الآن متمنية أن تقوم بتصوير جميع الاماكن الأثرية في سورية وأن تعود هذه لبهائها وتنهض مجدداً.
مدير المركز الثقافي الروسي بدمشق نيكولاي سوخوف ركز على أهمية هذه الفعالية في تسليط الضوء على أهم المواقع الأثرية في مدينة تدمر منوها بالتعاون الثقافي بين بلاده والمؤسسات السورية فيما يخص التاريخ والآثار وترميمها حيث هناك العديد من المشاريع المشتركة بين الجانبين ولا سيما فيما يخص تدمر..
يذكر أن نبع أفقا التدمري الذي يمتد تاريخه الى الاف السنين والمتربع في ريف حمص ذو المياه المعدنية الكبريتية الغنية بالفوائد الصحية والسياحية، رمم هذا النبع والذي يحتوي على كهف صخري كبير وعميق المحفور ضمن الصخر منذ نحو 6 آلاف عام تنبع من سفوح سلسلة الجبال التدمرية العديد من الينابيع التي تروي الواحة ومجموعة من القرى وهذا الوضع المتميز يفسر سبب وجود المستوطنات البشرية منذ فترات ما قبل التاريخ.