انطلاق أيام الفن التشكيلي السوري ٢٠١٩
برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، ممثلاً بالأستاذ محمد وزير الثقافة أقامت وزارة الثقافة اليوم الاثنين 16/12/2019 فعالية “أيام الفن التشكيلي السوري” تحت شعار “ذاكرة الإبداع.. سورية”، وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، بحضور السيد وزير الإعلام الأستاذ عماد سارة والسادة معاونا السيد وزير الثقافة والأستاذ عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وعدد من الفنانين التشكيليين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وفي الافتتاح ألقى وزير الثقافة السيد “محمد الأحمد” كلمته التي نقل فيها تحيات راعي الحفل رئيس مجلس الوزراء المهندس “عماد خميس” وأمنياته بالتوفيق لجميع السادة المشاركين.
واستهل السيد وزير الثقافة كلمته بالقول: لقد توقفت طويلا عند شعار هذه السنة: (ذاكرة الإبداع.. سورية)، وتوقفت بشكل خاص عند كلمة ذاكرة، فمن يعش في سورية ينبغي أن يمتلك الكثير من الذاكرة، إذ كيف يمكن الإحاطة بهذا التاريخ الممتد في عمق الماضي من دون ذاكرة رحبة تتسع لكل ما أنتجه إنساننا السوري على مر الزمن من مبتكرات فتحت للبشرية أبوابا كانت مغلقة، ومهدت دروبا كانت وعرة.
مردفاً: إن ما تركه الأجداد ليس مجرد أوابد رائعة الجمال، ولا نقوشا وتماثيل بالغة التعبير والرهافة فحسب، وإنما تركوا لنا قبل كل شيء سجلا لأحوالهم الروحية وهواجسهم وهويتهم، تركوا لنا ذاكرة كي لا ننسى من نحن، وتركوا لنا إرثا نرتكز إليه، وتحديا كي نواصل ما بدؤوه، وكنزا غنيا كي تستلهموا منه، أعزائي الفنانين التشكيليين السوريين، وتشعروا أنكم لا تبدعون من فراغ، وإنما تستندون إلى سواعد أجدادكم القوية، الذين ما يزال إبداعهم يشع بنوره علينا عبر آلاف السنين، فالذاكرة تملي علينا أن نظل في حالة إبداع وتطوير للذات، لأن كونك ابن بلد أنتج أول أبجدية، وأول نوطة موسيقية، وأول ضربة محراث من أجل الزراعة يرتب عليك مسؤوليات باهظة أمام ماضيك ومستقبلك وأمام نفسك قبل كل شيء. جوهر هذا التحدي يكمن في أن أسلافنا الذي مروا على هذه الأرض قبل عشرات القرون كانوا في حالة صراع يومي مع الطبيعة والوحوش والأمراض، ولكنهم كانوا يجدون الوقت دائما لتذوق الجمال وبهاء العالم المحيط بهم، والتعبير عن أنفسهم بالأدوات الشحيحة المتاحة، فهل نجد نحن، الذين قيض لهم كل وسائل الرفاهية والاتصال والتعبير، الوقت لذلك؟”.
وأكمل بالقول:” أؤكد لكم أيها الحضور الكرام أن جوهر عمل وزارة الثقافة، وخاصة في سنوات الحرب الكونية التي تشن على سورية، هو محاولة الجواب على هذا السؤال، لقد تعرض بلدنا لهجوم إرهابي ظلامي شرس، استهدف أول ما استهدف أن يدمر ثقافتنا وإرثنا الحضاري، وأن يقطع حاضرنا عن ماضينا، وأن يحولنا إلى شعب أعمى، لا تاريخ له، يعيش على ما يلقى له من فتات الحضارة، ورأينا دولا عظمى تدّعي التمدن والديمقراطية تدعم بالمال والسلاح والإعلام كل الحثالات الإرهابية التكفيرية التي كانت تسعى لتقويض بلدنا وأمن شعبنا، ضاربة عرض الحائط كل القيم والمبادئ التي كانت تنادي بها في وسائل إعلامها وعلى منابر خطبائها. لقد كان الهدف العاري من أي أقنعة وتزويق تدمير هذا البلد الخارج على طاعة أولي القوة والمال، الحريص على استقلال قراره وحرية إرادته، وتحويله إلى دمية خانعة تنفذ ما تؤمر به، وأهم شيء: أن تمسح ذاكرته، ولكن شعبنا وقف صفا واحدا، بمثقفيه وعماله وفلاحيه، وكل فئات الشعب السوري ليعلن رفضه لما يخطط له، وليلتف حول قيادته وجيشه الذي استبسل في الدفاع عن سورية ووحدة أرضها وشعبها، وحماية إرثها وآثارها وكنوز تاريخها.
متابعاً: “نعم أيها الأخوة، نحن مدينون لجنود جيشنا الأبطال بالحفاظ على أمن أطفالنا وسلامة وجودنا، فكل التحية والإكبار لهم، لسواعدهم المباركة، والمجد والخلود لكل شهدائنا الذي سقطوا وهم يدافعون عن ماضينا وحاضرنا ومستقبل أبنائنا، ولهذا أتمنى عليكم، أيها الفنانون الأعزاء، ألا تنسوا مأثرة هؤلاء الجنود البواسل، وأن تتذكروا وتستلهموا، وأنتم ترسمون أو تنحتون، وجوههم السمحة وسواعدهم المباركة وجباههم المرفوعة ودمهم الزكي، وأن تحفروها عميقا في ذاكرة الشعب والوطن”
واختتم السيد الوزير بالقول: “وفي الختام أتوجه بالشكر للسيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس على رعايته الكريمة لاحتفاليتنا هذه، وأتوجه، أولا وقبل كل شيء أو أحد، إلى قائد جيشنا وربان دولتنا السيد الرئيس بشار الأسد على اهتمامه الشخصي الكبير بكل مفاصل وتفاصيل حياتنا الفكرية والفنية وعملنا الثقافي، شكرا لكم سيدي الرئيس، فرعايتكم تظلل بأفيائها السمحة كل الفنانين والأدباء والمفكرين السوريين”.
السيد وزير الإعلام الاستاذ عماد سارة بدوره قال: “بألوان الفن التشكيلي نحن نلون الحياة، فهذا الفن يعكس الواقع والثقافة والفلسفة، ونحن نريد من خلال “أيام الفن التشكيلي” أن تصل رسالتنا إلى الجميع، أن مشروعنا هو الحياة إذا كان مشروعهم هو الموت فنحن نؤكد أننا نبني جيلاً سينهض بسورية مهما حاول الظلاميون تدميرها”.
مدير الفنون الجميلة عماد كسحوت قال حول الفعالية: “أيام الفن التشكيلي السوري هي فعالية تقام للعام الثاني على التوالي، وهي تكريم للفن السوري وفنانيه الذين قدموا الكثير من أفكارهم ورسائلهم من خلال لوحاتهم وأعمالهم الفنية، وضم حفل الافتتاح تكريماً لمجموعة من الفنانين التشكيليين ومعرضاً يضم لوحاتهم، بالإضافة إلى فيلم توثيقي قصير عن تاريخ هذا الفن وتطوره في سورية، كما أن الفعالية ستضم معرض الخريف في خان أسعد باشا، ومعرض الخط العربي ومعرض مابعد الرواد، وصالات العرض الخاصة التي ستشاركنا هذه الأيام، والعديد من الورشات والندوات المرافقة، فهو أسبوع حافل بالفن التشكيلي ومعارضه ونشاطاته المتنوعة”.
الفنان التشكيلي غسان جديد قال حول تكريمه: “أشكر وزارة الثقافة والسيد الوزير محمد الأحمد على هذه اللفتة الكريمة التي تعني لي ولمسيرتي في الفن التشكيلي الكثير، وقد قدمت خلالها العديد من الأعمال المستمدة من محافظتي “طرطوس” بتجسيد عناصرها كرسائل حب تعكس آثارها وتضاريسها والحياة فيها”.
الفنان عبدالله السيد من المكرمين بدوره قال: “هذا التكريم أمر مفرح، ويعكس اهتمام سورية بفنانيها التشكيليين، فهي بلد الحضارة وبلد الثقافة منذ بداية التاريخ وحتى الآن، وستستمر في العطاء الثقافي والفني والفكري في المستقبل”.
الفنان التشكيلي غسان نعناع قال أيضاً : “التكريم يمنح الفنان شعوراً أنه قدم بصمة خلال مسيرته الفنية استحق التكريم عليها، خاصة إذا كان من جهة رسمية تعنى بالثقافة والفن في سورية وهي وزارة الثقافة”.
وضم حفل الافتتاح فيلماً وثائقياً عن تاريخ معرض الخريف السنوي وتكريم مجموعة من الفنانين وهم الفنان عبدالقادر أرناؤوط، غسان السباعي، إقبال قارصلي، غسان جديد، عبدالله السيد، وغسان نعناع، بالإضافة إلى جولة في معرض ضم مجموعة من اعمالهم.
وتضم أيام الفن التشكيلي السوري ٢٠١٩، معرض الخريف السنوي في خان اسعد باشا 17/12/2019 الثلاثاء الساعة ١ ظهراً، ومعرضاً لفناني مابعد الرواد في صالة الشعب 18/12/2019 الاربعاء الساعة ١ ظهراً، والمعرض السنوي (خط – تصوير ضوئي – خزف) في المركز الثقافي العربي ابو رمانة 19/12/2019 الخميس الساعة ١ ظهراً، بالاضافة لمعارض وورشات عمل وندوات في الصالات العامة والخاصة وكلية الفنون ومعاهد الفنون في جميع المحافظات السورية.