نهت اللجان المشتركة لترميم قوس النصر في تدمر من المديرية العامة للآثار والمتاحف والأكاديمية الروسية للعلوم عملها الميداني في تدمر، وتكون بذلك قد استكملت المرحلة الأولى من هذا المشروع المهم الذي بدأ بعد توقيع الاتفاقية بين الطرفين خلال الملتقى الدولي لمجموعة من خبراء التراث الثقافي البارزين، بدبي في آذار/ مارس 2022.
هذا، وتضع وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والمتاحف في سلم أولوياتها إعادة الألق إلى موقع تدمر التاريخي، المسجل على قائمة التراث العالمي، الذي تضررت معالمه خلال الحرب، والذي يداهمه الوقت كلما تأخرت أعمال الصيانة والترميم فيه لوقف التدهور المستمر في أوابد الموقع التي تضررت بشدة خلال الحرب.
وضمن هذا الإطار، تعمل وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والمتاحف، وبالتعاون مع الشركاء المحليين، على البحث عن مشاركة دولية خبيرة في أعمال الصيانة والترميم والحفاظ لترميم هذه الأوابد. ونظراً لحجم الضرر الكبير في الموقع، أصبحت الحاجة ملحّة لوجود شركاء دوليين لدعم مشروعات الصيانة فيها أو تمويلها أو تقديم خبرات فنية لها أو المشاركة في إعداد الدراسات اللازمة لمشروعات الترميم والصيانة وإعادة التأهيل أو دراسة طرق استعادة سبل العيش للمجتمع المحلي لتشجعيه على العودة إلى المدينة.
والجدير بالذكر أن هذه المرحلة من اتفاقية ترميم قوس النصر في تدمر قد نفذت بدقة بإشراف خبراء من المديرية العامة للآثار والمتاحف، واختصت بدراسة الركام من خلال أحدث الأجهزة التي أحضر الجانب الروسي جزءاً منها، فتم توثيقه بتكنولوجيا التوثيق ثلاثي الأبعاد، وفرزه وترقيمه وتصنيفه منهجياً، ودراسة حجارة القوس المتهدمة وإمكانية إعادة استخدامها في المرحلة الثانية، وهي مرحلة إعادة البناء. وعلاوة على ذلك، أجريت أعمال تنقيب منهجي في محيط القواعد الحاملة للقوس للتأكد من عدم وجود أي مشاكل إنشائية قد تؤثر على عملية إعادة البناء التي ستتم بمراعاة المعايير العالمية لترميم الأوابد الأثرية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تكاليف المرحلة الأولى لمختلف الأعمال والآليات المستخدمة قد قدمتها الأمانة السورية للتنمية، الشريك الوطني والثالث في هذا المشروع، إذ قدمت أكثر من 160 مليون ليرة سورية لتنفيذ هذه المرحلة الأولى من المشروع.