
الندوة الفكرية (الآداب والفنون.. والارتقاء بالثقافة)
افتتح اليوم 3/12/2018 في المكتبة السورية الوطنية في دمشق فعاليات الندوة الفكرية (الآداب والفنون.. والارتقاء بالثقافة) التي تقام برعاية السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد، واحتفاءً بيوم الثقافة السورية “يوم الثقافة.. لارتقاء الإنسان”. حضر الندوة التي تستمر فعاليتها على مدى يومين الأستاذ توفيق الإمام معاون السيد وزير الثقافة، ود. ثائر زين الدين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب، والأستاذ إياد مرشد المدير العام المكتبة السورية الوطنية، والأستاذ نزيه الخوري مستشار السيد وزير الثقافة، إلى جانب لفيف من المعنيين بالشأن الثقافي، والإعلاميين.
بُدئت فعاليات اليوم الأول من ندوة “الآداب والفنون والارتقاء بالثقافة” بكلمة راعي الحفل السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد التي ألقاها الأستاذ توفيق الإمام معاون السيد الوزير الذي بيّن أهمية الموضوع الذي اختير عنوانا لهذه الندوة لما تُميز الثقافة به البشر عن غيرهم من الكائنات التي تحفل بها هذه المعمورة، ولأن الثقافة هي التي تجعلنا ندرك ونتذوق بهاء هذا العالم، وكل ما يحفل به من قيم الحق والخير والجمال، وهي التي تعمق فينا الإحساس بالأرض والوطن والتاريخ، وتعزز انتماءنا لأمتنا وشعبنا. وأردف الإمام: إن لدينا جميعا عملاً ضخماً نوضح من خلاله أن سورية التي ظلت دائما مهدا للحضارات لا يمكن لأحد أن يحولها إلى ساحة لتسويق أفكار إجرامية متخلفة. كما أن لدى مؤسساتنا الثقافية والإعلامية والتعليمية عملاً ضخماً أيضاً لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور المتحرر من الأوهام، وتعميق كل ما من شأنه أن يأخذ بيدنا إلى عالم أرحب وأكثر إشراقاً. وختم الإمام كلمة راعي الحفل السيد وزير الثقافة بتوجيه تحية إكبار وإجلال لجنود الجيش العربي السوري المرابطين على الخطوط الأولى من أجل حماية سوريا وأرضها وشعبها وحضارتها من عدوان المعتدين. كما توجه بالشكر إلى الأستاذ المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء الذي شرّفنا برعاية احتفالية يوم وزارة الثقافة التي تندرج هذه الندوة ضمن فعالياتها.
الآداب والثقافة
(الآداب والثقافة) كان هو عنوان الجلسة الأولى من اليوم الأول لهذه الندوة وقد قُسمت إلى أربعة محاور تناول د. إسماعيل مروة في محوره الحديث عن (الرواية صورة الواقع) عارضاً المقصود من حديثه وهو مقاربة الرواية بوصفها تسجّل الواقع، وتشكل مصدراً تاريخياً يقدم صورة لا يستطيع المؤرخ أن يقدمها عادة، بسبب انحياز المؤرخ كما ترصد كتب التاريخ والتراجم. وأضاف مروة أن بحثه هذا يرصد حالة الحرب في سورية التي تجري منذ سنوات على الأرض، والآليات التي تعاطت فيها الرواية مع الأحداث، خاصة مع بروز أسماء كثيرة قدمت مطبوعات تحت مسمى الرواية، لتسجل موقفاً موافقاً أو معارضاً مما يجري على أرض الواقع.
أما الأستاذ حسن م. يوسف والذي تناول في محوره موضوعة (القصة القصيرة لحظة للأبد) فقد أكد أن مقاربته هذه تطمح للوقوف عند حالة التراجع التي تعيشها الكلمة المكتوبة عموماً لصالح الصورة المتحركة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تكرس تفتت اللحظة الإنسانية إلى نبضات خاطفة، كما تتطرق هذه المقاربة لواقع القصة القصيرة والصعوبات التي تواجهها متمثلة بتخلي معظم الصحف والمجلات عن نشرها، وعدم احتفاء النقاد الأدبيين بها على قلتهم.
من جهته فقد بيّن د. راتب سكر في محوره (الشعر منبراً للقيم) أن هذا المحور يُعنى بتوصيف نماذج من تجلي القيم الإنسانية في قصائد عدد من الشعراء العرب منذ القديم وصولاً إلى وقتنا الراهن، وتحليل مكوناتها الفنية ووظائفها الدلالية في إثراء تلك القيم ومؤثراتها الثقافية والاجتماعية والمعرفية.
وختم د. محمد قاسم الجلسة الأولى بمحور (التوثيق أمانة للأجيال) بعرض أوضح فيه أن التُّراثُ ذاكرةُ الأُمَّة، وقِطْعَةٌ مِنْ وجدانها، ومَعْلَمٌ مِنْ مَعَالِـمِ هُوِيَّتِها وكيانها، ورُكْنٌ بَاذِخٌ مِنْ أَرْكَانِ ثقافتها.
فإِذا صَحّ أَنَّهُ كذلك كَانَ تَوْثِيقُهُ وإِيجادُ الأَسبابِ العِلْميَّةِ واصْطِنَاعُ الوَسَائِلِ الفنّيَّةِ المُعِيْنَةِ على إِخْرَاجِهِ إِخْراجاً عِلْميًّا دقيقًا كان وَاجبًا وَطَنيًّا وأَمَانةً للأَجْيَالِ أَنْ نَقِفَهم على تُرَاثِ آبائِهم مُحَقَّقًا تَحْقِيْقًا يَكْشِفُ لَهُمْ عن مَوَاطِنِ الجَمَالِ فيه، ومَوَاضِعِ النَّفْعِ منه.
الفنون والثقافة
(الفنون والثقافة) هو عنوان الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول من هذه الندوة التي افتتحها د. نبيل الأسود بمحور (الموسيقا تهذب النفس) الذي تناول فيه الحديث عن أن علاقة الموسيقا بالظواهر الاجتماعية من ثقافية وروحية وسياسية هي علاقة إشكالية منذ القدم. مؤكداً في ثنايا بحثه أن الموسيقا سلاح ذو حدين إذا؛ قد ترفع السوية الروحية والثقافية لأمة ما وقد تجرفها، بمتعة وخبث ودهاء، نحو الحضيض والهاوية. الموسيقى أيضاً سلاح طيع ومطيع إذا يكفي أن يحسن استخدامها لتصل بالروح الفردية والجمعية إلى أقصى ما تصبو إليه من جمال ورقي وحضارة.
أما د. ماهر الخولي والذي تحدث عن موضوعة (المسرح حياة وحركة) فقد تحدث خلال بحثه عن نشأة المسرح، عارضاً تاريخ المسرح الغربي، ومطلاً على المسرح الشرقي، وما كان من ولادة للمسرح العربي على أيدي ثلة من المبدعين الذين أسهموا في رسم ملامح واضحة له كالقباني، وصنوع، ونقاش.
والأستاذ سعد القاسم أطل على الفن التشكيلي في محوره (الفن التشكيلي توثيق وآفاق) عارضاً أن نقاد الفن ومؤرخيه يعتبرون أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين هو تاريخ بداية الفن التشكيلي السوري بمفاهيمه الحديثة. وأن الفن التشكيلي شهد على امتداد القرن العشرين تطوراً كبيراً ورغم هذا فإن الفن التشكيلي لم يحتل بعد موقعاً فاعلاً في حياتنا الاجتماعية، فجمهوره حتى الآن لا يزال جمهور نخبة، مع كل ما بلغته قاعدة هذا الجمهور من اتساع.
وختم الأستاذ عمار حامد هذه الجلسة بالحديث عن السينما في محوره (السينما حلم يتجدد) متحدثاً عن السينما بوصفها فناً، وبوصفها مرآة يعكس ما يعتمل في ثنايا المجتمع من وقائع.