المؤسسة العامة للسينما تطلق العرض الخاص بفيلم ( دمشق حلب )

0
23320

المؤسسة العامة للسينما تطلق العرض الخاص بفيلم ( دمشق حلب )

برعاية وحضور وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد، أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الخاص بالفيلم الروائي الطويل ” دمشق حلب ” للمخرج باسل الخطيب وذلك مساء اليوم الثلاثاء 25/9/ 2018 في سينما سيتي بدمشق.
الفيلم سيناريو تليد الخطيب، بطولة الكبير دريد لحام ويؤدي أدواره الرئيسية: بسام لطفي وسلمى المصري وصباح الجزائري وعبد المنعم عمايري وكندا حنا وشكران مرتجى ونظلي الرواس وعلاء قاسم وأحمد رافع وربا الحلبي وعاصم حواط وآخرون.
السيد الوزير في تصريح للاعلام تحدث : كنا أمام ساعتين من الدهشة السينمائية، لقد قرأت السيناريو سابقاً وعند قراءة مؤلف أدبي يتحول لاحقاً إلى فيلم سينمائي أو عمل درامي تشعر أن الورق قد انتقص بالعمل الفني أو البصري لكن هذه واحدة من المرات القليلة التي أرى فيها أن الفيلم قد تفوق بشكل كلي على الورق، وهذا العمل سوف يبقى طويلاً بالذاكرة السورية.
وأكد السيد الوزير على عراقة الثقافة السورية في سنوات الحرب عليها، لان الأمم العريقة تقدم فناً عظيماً في سنوات الشدة، ودائما الدول العريقة تمتحن بثقافتها وبحضارتها وبكل ما تملك من مخزون ثقافي وحضاري في أزمان الشدة، وفي هذه الازمان استطاعت المؤسسة العامة للسينما في وزارة الثقافة ان تقدم افضل انتاجاتها السينمائية والأهمية تأتي بأنك عندما تشاهد فيلما لجود سعيد ترى أنه مختلف عن أفلام باسل الخطيب وعبد الطيف عبد الحميد، أي لم تعد أفلام المؤسسة تشبه بعضها بعضا، اصبح لكل فلم لون خاص ورائحة خاصة ومناخ خاص.
اعتقد ان دمشق حلب واحد من الأفلام الكبيرة ليس فقط في تاريخ المؤسسة العامة للسينما ولكن في السينما العربية، وسيتحول بمرور الوقت إلى واحد من كلاسيكيات هذه السينما.
وتابع السيد الوزير: الفنان الكبير دريد لحام قدم دور العمر في هذا الفيلم وهذا ما أكده بحديثه قبل العرض حين قال “لقد حققت احلامي الكبيرة وسأكتفي بعد الآن بتحقيق أحلامي الصغيرة”.
وختم الأحمد: الفيلم يقدم ملخصا بسيطا عن سورية في زمن الازمة. هذا الباص المنطلق إلى حلب فيه كل شرائح المجتمع السوري من نبل وتضحية ووفاء وحب لهذا الوطن الكبير الذي يجمعنا: سورية.
وفي كلمة له خلال الافتتاح تحدث الأستاذ مراد شاهين المدير العام لمؤسسة السينما ورحب بأبطال العمل وبالكبير دريد لحام وبالتعاون الأول معه منذ نشأة المؤسسة العامة للسينما وحتى الآن.
وتابع شاهين: الإنسانية في مبادئها و قيمها و عناوينها العريضة و في عمقها و أصالتها و تجذرها في النفس البشرية التي فُطِرَ الإنسان عليها هي باختصار روح سوريتنا الجميلة وهي جوهر الإنسان السوري الحقيقي الذي تدور من حوله و في فلكه كل القيم الحقيقية في سموها وشموخها لتكوِّن فيما بعد جزءاً أساسياً من إرثه و حضارته و حقيقته الواضحة وضوح الشمس و الخالدة خلود حقيقتنا والقديمة قِدم أصالتنا و حضارتنا العبقة برائحة ترابنا الذي لطالما روته مياه القداسة القرمزية فباركته وعمدته وأعطته الحصانة اللازمة للصمود في وجه الرياح العاتيات وسقته أوردة الحياة التي خطت بتلافيفها حدود أطهر بقعة على وجه الأرض، ببساطة هذه هي سوريتنا وهذا هو قدرنا الأبدي في الحفاظ عليها دائماً وأبداً و أن ندفع في سبيلها الغالي و النفيس و أن نبذل في سبيل رفعتها كلَّ ما نستطيع. 
وختم شاهين كلمته بالتحيةً لروح كلِّ من بذل دماءه في سبيل الحفاظ على ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا وتحيةً لمن بسببه سنحيا لنقصّ على أحفادنا ما نقوله اليوم، تحية للسواعد السمر لرموز النضال والعطاء أبطال الجيش العربي السوري على كل التضحيات التي قدموها في سبيل رفعة سورية وعزتها. و تحيةً لمن عرفناه بصموده وصلابته وبقائه على العهد، و الذي عبر بهذا البلد إلى بر الأمان و جسد بعطائه وحكمته وصبره روح آبائه و أجداده و روح الوطن و جوهر حقيقته وعبق تاريخه وحضارته السيد الرئيس بشار الأسد . بك نكبر وبك تلامس هاماتنا رؤوس الجبال. 
فيلمنا اليوم هو فيلمٌ يعبر بكل جزئياته عن إنسانية و ضمير و أصالة الإنسان السوري الذي لطالما كان علامةً فارقةً تميز بها شعبنا عن غيره من الشعوب، حتى و إن تسللت إلى مبادئه بعض المفاهيم الأنيةِ والطارئة على أصالته وحاولت تعكير ذاكرته و تغييبها. فعيسى العبدلله هو تلك الأصالة التي لايمكن أن تُغَّيب مهما اشتد ظلم الحياة وقسوتها وهو الحضن الحنون وهو الجسر الواصل بين قديم الأمة و حاضرها، و رفاه هي عبق الأصالة وترنيمة الحياة الجميلة، تناضل بصمت و تغادر بصمت، وهدى هي التاريخ الغائب الحاضر في وجدان عيسى أبداً، هم وباقي أفراد الحافلة يجسدون في رحلتهم أصالة هذا الشعب في مختلف المراحل الصعبة التي مر بها وتعرض لها، فشكراً لكل السوريين الشرفاء الذين حافظوا على بريق وعراقة وجمال هذا المجتمع وأصالته.
وتحدث الفنان دريد لحام عن الفيلم: العمل يعبر عن السينما والهوية السورية، وحقيقة المجتمع السوري وكيف يتصرف بود ومحبة بعيدا عن حالات الكراهية والغربة التي عاشها خلال سنوات الحرب.
وعن تعاونه الأول مع مؤسسة السينما وغيابه عن السينما أوضح لحام: لم أجد عملاً ينسجم مع قناعاتي أو يتفق مع رؤيتي طوال هذه الفترة، و الظروف لم تكن لتنضج لمرحلة تنفيذ فيلم، كانت تقف عند درجة الأفكار والأحلام والمشاريع القادمة، لكن هذه التجربة وبالتعاون مع الأستاذ باسل الخطيب وإدارة المؤسسة وصلت إلى مرحلة التنفيذ، أنا سعيد بها ومعوّل عليها، السينما السورية وجدت مبكرا، وقدّمت أشياء هامة، ويجب أن تستمر في العمل والظهور”.
بدوره المخرج باسل الخطيب عبر عن سعادته الغامرة لتعاونه لأول مرة مع فنانين كبار أمثال “دريد، سلمى المصري، عبد المنعم العمايري، وصباح الجزائري”
وتابع الخطيب: الفيلم ليس كوميديا بيضاء أو سوداء بل يشبه تلك الحياة التي نعيشها اليوم بكل تناقضاتها، بكل ما نراه اللحظة، وهو انعكاس للواقع تماماً كالمرآة الصادقة بحيث تقدّم الوجه الحقيقي لهذا البلد خصوصاً لجهة التلاحم والتعاون السائدين بين أبنائه حتى في أصعب الظروف التي عبرت بها.
يذكر بأن فيلم دمشق حلب هو التعاون الأول بين مؤسسة السينما والفنان دريد لحام والسادس مع المخرج باسل الخطيب بعد أفلام ( مريم – الأم – الأب – سوريون – الإعتراف ” لم يعرض بعد ).
و يروي الفيلم بأسلوب الكوميديا الساخرة حكاية رحلة افتراضية في حافلة لنقل الركاب، ويجسّد دريد لحام دور عيسى، وهو مذيع سابق متقاعد، يعيش في دمشق، يقرّر الذهاب لزيارة ابنته دينا (كندة حنا) التي تقيم في حلب وفقدت زوجها في حادثة خطف مجهولة، وحين يستعد للسفر يستقل أحد “الباصات” الكبيرة ليبدأ المشوار، مع ثلة من الناس مختلفي التوجهات و الأعمار و الأهواء، بحيث تشكل صيغة ما عن المجتمع السوري، بما يحمله من تنوع و تعدد في طيف بنيته الاجتماعية، وفي الحافلة يتضافر جزء من مصيره مع مصائر من وجدهم هناك، و آخرين كانوا على تماس مع هذه الرحلة.