استقبل السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد عائلة الكاتب الكبير حنا مينه في مكتبه مساء اليوم الثلاثاء 23/10/2018 وسلمهم درع التكريم الذي قدمه مهرجان الإسكندرية السينمائي لأيقونة الأدب السوري في دورته الحالية.
و في تصريح للإعلام قال السيد الوزير لقد تم تكريم الأديب الكبير في الدورة الأخيرة لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عن مجمل أعماله، وخص بندوة شارك فيها أدباء كبار من مصر وعرض فيلم من انتاج المؤسسة العامة للسينما عن حياته، وتم إرسال درع التكريم باسمه، واليوم وزارة الثقافة تواصلت مع اسرة الراحل الكبير لتسليمهم درع التكريم.
وتابع السيد الوزير : حنا مينه قلنا ونقول وسنقول غداً هو قامة ثقافية كبيرة وأنا لست مع الكثيرين الذين يقولون انه أديب البحر، هو أكبر من هذا بكثير، ولا يحد حنا مينه بهذا النوع من الأدب. هو واحد من أهم أدباء الدنيا، وأهميته تتمثل في إنه كتب أدباً سهلاً ولكنه غاية في العمق وفي التأثير، وأهمية هذا الأدب تكمن عبر رواياته الهامة من “الياطر” إلى “الثلج يأتي من النافذة” إلى “المستنقع” إلى كل هذه الأعمال الكثيرة والكبيرة، فكلما عدنا لها نجد إن هناك أبعادا جديدة لم يتم لحظها في القراءة السابقة. عندما قرأت له رواية أحبها كثيراً “الثلج يأتي من النافذة” قرأتها أكثر من أربع مرات كنت في كل مرة أجد أبعادا جديدة، و أجد كم هي طازجة و حديثة وكأنك تقرأ أدبا كتب اليوم رغم هذه المسافة.
هنا تكمن أهمية حنا مينه الإنسان المفكر المتواضع، الرجل الذي عاش حياة بسيطة، ومن يعرف حنا مينه عن قرب يعرف كم كان رجلا طيباً كالطفل، جمعتني به صداقة قديمة وسافرت معه إلى العديد من الدول وكان حقيقةً ينبئ عن طفولة غريبة و محببة.
وختم الوزير حديثه: حنا مينه نستطيع أن ندعوا له بطول العمر لأن الأديب لا يموت وسيعيش طويلاً بيننا وبين أولادنا وبين أحفادنا بالمستقبل.
بدوره ابن الفقيد الفنان سعد مينه عبر عن فخره وسعادته بتاريخ وأدب والده وبالتكريم الذي ناله من مهرجان الإسكندرية هذه المدينة الذي لم تكن بعيدة أبداً عن الراحل.
وتشكر مينه السيد وزير الثقافة ووزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما لمشاعرهم الصادقة والمحبة لهذه القامة الكبيرة التي تعد من أبرز الأسماء الثقافية في تاريخ سورية.
وتحدث سعد عن دور وزارة الثقافة وما تقدمه اليوم خلال الأزمة رغم الظروف والإمكانيات المتاحة.
هذا وقد كانت الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان الاسكندرية السينمائي التي حملت اسم الفنانة نادية لطفي قد احتفت بالأديب السوري الكبير، فعرضت فيلما وثائقيا عنه بعنوان (الريس) وهو أحدث فيلم أنتجته المؤسسة السورية العامة للسينما قبل أشهر قليلة من رحيله وهو من إخراج نضال قوشحة.
كذلك أقامت إدارة المهرجان ندوة خاصة عنه أدارها الناقد السينمائي المصري نادر العدلي، وحضرها عدد من الفنانين السوريين الموجودين في المهرجان، ونقاد وصحفيون من مصر والوطن العربي، وقدمت مداخلات للناقد المصري الكبير كمال رمزي إلى جانب مداخلات من المخرج أنور قوادري والفنانين أيمن زيدان وعباس النوري، وقدم في ختامها درع تكريمي لاسم الراحل الكبير إلى الوفد السوري المشارك في المهرجان.