الحراك الموسيقي السوري عام 2018… أمسيات استثنائية ومشاركات محلية وعالمية
2018-12-28
دمشق-سانا
تحدى موسيقيو سورية الحرب على وطنهم بنشاط لم يتوقف طوال السنوات الثماني الماضية بمعزوفاتهم وحفلاتهم متسلحين بإرثهم الثقافي وهويتهم الضاربة في القدم.
وخلال عام 2018 قادت الفرق الوطنية السورية والمعاهد الموسيقية للأطفال والشباب والمحترفين والجوقات والكورالات إضافة لتجارب فردية عجلة الحراك الموسيقي سواء عبر المشاركة في مهرجانات داخل وخارج البلاد حصدت إقبالاً جماهيرياً وجوائز عالمية ناهيك عن استقبال موسيقيين عالميين على مسارح سورية.
وبدأ عام 2018 باحتفال الفرقة السيمفونية الوطنية السورية باليوبيل الفضي لتأسيسها عبر أمسية موسيقية استثنائية حملت طابع الوفاء لشهداء الوطن وتحية المحبة لمؤسسها الموسيقار الراحل صلحي الوادي.
وشاركت الفرقة السيمفونية هذا العام في احتفالية (حلب خفق الفؤاد) على مسرح قلعة حلب كما قدمت عدداً من الأمسيات الموسيقية بدار الأسد للثقافة والفنون استضافت خلالها أسماء سورية متميزة من أجيال الأطفال والشباب والمخضرمين كما حاولت الفرقة أن تكون حفلاتها أكثر تنوعاً فعزفت في أماكن عدة ككنيسة اللاتين بالصالحية والمركز الوطني للفنون البصرية.
بدورها الفرقة الوطنية للموسيقا العربية أرادت أن يحمل هذا العام طابعاً احتفالياً تكريمياً إضافة إلى تقديم أمسيات منوعة من صلب الإرث الموسيقي تنتمي لتجارب وأزمنة مختلفة لحفظ التراث الموسيقي العربي والسوري وتقديمه بقوالب موسيقية أكاديمية جديدة إلى جانب عزف الأعمال الموسيقية المؤلفة خصيصاً للفرقة وتكريم قامات موسيقية سورية لها بصمتها.
واحتفت الفرقة بذكرى الموسيقار الراحل سهيل عرفة بدار الأسد بمشاركة ابنته الفنانة أمل عرفة كما قدمت سلسلة من الحفلات النوعية منها (موسيقا سمعتها العين) مخصصة لشارات أفلام ومسلسلات إضافة إلى الأمسية الموسيقية البصرية (موسيقا تعبر الصمت) نواتها مؤلفون سوريون شباب كما عزفت الفرقة مجدداً في حفل افتتاح معرض دمشق الدولي 2018 مساهمة منها في الحراك الاقتصادي والاجتماعي.
أما المعهد العالي للموسيقا فسعى لمعالجة ظاهرة مغادرة مدرسيه وخبرائه الأجانب عبر الانفتاح على تجارب غربية فاستضاف عازف الأورغن العالمي يوجين ماريا فاجاني ونظم ورشات عمل مع موسيقيين روسيين لتبقى الخطوة الأهم والتي تعد الأولى منذ تأسيسه عبر تعريف الجمهور السوري بخريجيه الأوائل ووضعهم على طريق الاحتراف من خلال أمسيات موسيقية لهم.
وكان لطلاب المعاهد الموسيقية والباليه حراك موسيقي مهم داخل سورية وخارجها في العديد من المناسبات محققين مراكز متقدمة بمسابقة المواهب في بيلاروس وحصدوا ستة مراكز أولى بمجالات الغناء والموسيقا والرقص.
وشهد العام 2018 زيادة عدد المهرجانات الموسيقية المقامة بمشاركة موسيقيين سوريين وعرب وأجانب من ملتقى البزق السابع وأيام مهرجانات الباروك بنسخته الثالثة والعزف المنفرد الرابع والملحنين السوريين الثاني وقوس قزح الرابع إضافة للمشاركة في أمسيات نظمتها جمعيات أهلية وثقافية.
ولم يتوقف نشاط المسرح المدرسي الموسيقي حيث قدم أمسيات غنية مزجت فيها بين الاستعراض والموسيقا والغناء ومنها أمسية بعنوان (فيروزيات) صنفت ضمن التجارب الجديدة من حيث غنى المضمون والعروض البصرية وامسية موسيقية مستوحاة من أفلام ديزني الشهيرة.
وشهد العام انطلاق فرق موسيقية جديدة وتنامي نشاط الفرق القائمة في دمشق والمحافظات منها فرقة (أثير) ومجموعة (شام) الإيقاعية وفرقة الرقة للفنون الشعبية وثلاثي (أماديوس) النفخي وخماسي باسم صالحة وكورال غاردينيا النسائي وفرقة تريو الموسيقية كورال أرجوان وفرقة إحساس للباليه والرقص التعبيري وفرقة الأوركسترا الشرقية وفرقة الموسيقا العربية لإحياء التراث وأوركسترا أورفيوس ومجموعة الرسالة للإنشاد والتراث وكورال لونا للغناء الجماعي وجوقة الفرح وكورال حنين وحلم والتخت الشرقي النسائي السوري لتأتي أمسية (نزار عمران والأصدقاء) محاكاة لمشاركات عازف الترومبيت العالمي نزار عمران على المسارح العالمية.
الإنجازات السورية العالمية على مستوى الأفراد استمرت عام 2018 حيث مثلت روان الشامي من مدارس أبناء الشهداء سورية بصوتها في برنامج (أنت الأفضل) الدولي أما الطفلة جيستيليا حلاق فأطلقت رسالة سلام باسم أطفال سورية إلى العالم بحفل ختام مهرجان (تزيكينو دورو) في إيطاليا كما دخلت المغنية المغتربة (فايا يونان) موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأول فنان بالشرق الأوسط يمول أغنية انطلاقته جماعياً.
تكريم القامات الموسيقية السورية ظهر علامة فارقة عام 2018 من قبل الفرق الموسيقية والتي كرمت المطربين دلال الشمالي ودريد عواضة وملحم بركات وفتى دمشق وفاتن حناوي وفؤاد غازي والملحنين محمد عبد الوهاب مجدي العقيلي وعبد الفتاح سكر وعدنان قريش فضلاً عن الاحتفال السنوي بعيد السيدة فيروز.
ورغم الحصار المفروض على سورية إلا أنها استضافت فرقاً وشخصيات موسيقية أجنبية من الهند وغيران وبيلاروس وعازف البيانو السويسري مارك بيرينوود وعازف الأورغن الأوكراني أندلير بوريش وأمسية موسيقية لعازفين من روسيا ضمن مشروع موسيقا من أجل السلام العالمي.
وحمل ختام العام طابع الاحتفال بالفرح بعيد الميلاد المجيد عبر أمسيات ميلادية لجوقات وكورالات سورية انتشرت عبر مساحة الوطن لتعلن (ولادة السلام) في أرض السلام وتنثر عبير الانتصارات وعودة الأمان لربوع سورية.
رشا محفوض