
برعاية السيد المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء، افتتح السيد محمد الأحمد وزير الثقافة المؤتمر الثقافي السنوي الثاني تحت عنوان “ثقافة الأطفال في زمن الحرب” بحضور وزير التربية الاستاذ عماد العزب، والسادة معاونا وزير الثقافة وذلك في المكتبة السورية الوطنية بدمشق.
ممثل راعي المؤتمر السيد وزير الثقافة استهل كلمته بالقول: “موضوع الطفولة كان وسيظل على الدوام موضوعاً ملحٌّاً ومؤرّقاً، فكل منا أب أو أم، ولديه أطفال يحرص عليهم وعلى حمايتهم برموش العين، هذا هو الحال في الأوضاع السلمية العادية، فكيف يكون في أوضاع حرب كونية شرسة تشن علينا بلا هوادة؟ لهذا اخترنا عنوانا لمؤتمرنا: (ثقافة الأطفال في زمن الحرب).
متابعاً: “لقد مرت تسع سنوات ونحن نرزح تحت وزر هذا الحرب الظالمة، ومن ولد في بداية الحرب شارف الآن على التاسعة من العمر. أي أنه منذ أن فتح عينيه على الدنيا وهو لا يرى أو يسمع شيئا سوى أجواء الحرب وكوابيسها، ومعروف أن انطباعات الطفولة هي أقوى الانطباعات، وهي تلازم المرء مهما تقدم في السن، ماذا علينا أن نفعل كمثقفين ومربين ومفكرين من أجل إعادة الثقة بالحياة إلى هذه النفوس الغضة الجريحة، وما هي البرامج التي ينبغي أن نضعها كي ننقذ أطفالنا من كوابيس الحرب وجحيمها، ولكي نعوضهم عن مدارسهم التي هدمت، وبيوتهم التي دمرت، وقراهم وأحيائهم التي اضطرتهم الحرب إلى هجرها، وسنوات عمرهم التي أضاعوها وهم يبحثون عن مأوى آمن ومستقبل زاهر؟”.
وأردف بالقول:” لا أدعي أننا في هذا المؤتمر سنحل كل ما ذكر من مشاكل، فهذا أمر غير ممكن. إن هدف مؤتمرنا هو طرح الأسئلة وتلمس الأجوبة المناسبة لها، لأن المهم، برأيي، لدى معالجة أي قضية، هو طرح الأسئلة الصحيحة المتعلقة بها.
إذن هذا المؤتمر هو مجرد خطوة أولى على هذا الصعيد، وأنا واثق من أن جهودكم المشكورة ستحول هذه الخطوة الأولى إلى طريق واسع ممتد باتجاه الهدف الأعلى: توفير بيئة سلمية معافاة لأطفالنا، وإقامة مجتمع المعرفة المحصن ضد الأفكار المتطرفة الغيبية، حيث يسود العلم والعقلانية وأفكار التنوير، مجتمع التربية الصحيحة والتفكير القويم لفلذات أكبادنا وأجيالنا القادمة، مرة أخرى أتمنى لكم التوفيق في أعمال مؤتمركم، راجيا أن تثمر هذه الأعمال عن نتائج ملموسة، وأنا واثق من أنها ستثمر”.
وزير التربية الاستاذ عماد العزب بدوره قال:” العملية التشاركية بين وزارتي التربية والثقافة لا تقتصر على مايتعلق بثقافة الطفل فقط، لكن أهمية هذه الفعالية تتجلى في إعادة تأهيل الأطفال خاصة بعد مرور ٩ سنوات على الحرب في سورية، وتصحيح الصورة السلبية التي طبعتها الحرب في ذاكرة الأطفال، ونحن في وزارة التربية ندعم كل نشاطات وزارة الثقافة فيما يتعلق بهذه الشريحة الهامة من المجتمع.
أ. لينا كيلاني رئيسة الجلسة الأولى من المؤتمر بدورها قالت: “وزارة الثقافة حريصة دائماً على مواكبة شريحة الأطفال، خاصة في الوقت الحالي بعد أن ضرتهم الحرب، وجرحت طفولتهم، وقد تكون تركت أثراً سلبياً في مخيلتهم عن الحياة، وهذا المؤتمر هو فسحة لطرح الأفكار ومناقشة وجهات النظر حول كيفية الخروج من هذه الأزمة وإعادة الطفولة إلى مسارها الصحيح، وكيف يمكن أن يتعافى الطفل السوري من أهوال الحرب وفجائعها”.
ويستمر المؤتمر ليومين ١٧ و ١٨ كانون الأول، في المكتبة السورية الوطنية، مناقشاً عدة محاور في جلساته الأربعة، ويشارك في أعماله عدد من الباحثين والمفكرين المعنيين بشؤون الطفل.








