اطلاق فعاليات المؤتمر الثقافي السوري الأول
برعاية كريمة من السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، افتتح الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة صباح اليوم الاثنين ١٧/١١/٢٠١٨ المؤتمر الثقافي السوري في مكتبة الأسد الوطنية.
وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر رحب السيد وزير الثقافة باسم السيد المهندس رئيس مجلس الوزراء راعي المؤتمر، بالسادة الباحثين والمفكرين المشاركين في أعمال المؤتمر.
وتابع السيد وزير الثقافة: لقد خاضت بلدنا حربا شرسة فُرضت علينا من أعداء الخارج بالتعاون مع أعداء الداخل، وها هي السنة الثامنة من هذه الحرب تشرف على نهايتها متوجة بانتصار جيشنا وشعبنا ودولتنا على كل من خَطَّط وما خُطِّط لضرب استقلالنا ووحدة أرضنا وإرثنا الحضاري الموغل في التاريخ.
ونحن إذ ننحني إجلالا وإكبارا لتضحيات شعبنا الأبي، وبطولات جيشنا الباسل، ودماء شهدائنا، نرى لزاما علينا كأدباء وفنانين وباحثين ومهتمين بالشأن الثقافي أن نمعن النظر في مجمل الظروف والأحوال الاجتماعية والفكرية والسياسية التي ساعدت على اندلاع هذه الحرب أو رافقتها أو انبثقت عنها.
وأردف الأحمد: نعم أيها الأصدقاء الأعزاء، ثمة دروس كثيرة ينبغي علينا استيعابها والتأمل فيها، واستخلاص النتائج التي تساعدنا في تحصين أنفسنا ثقافيا ومعرفيا في مواجهة أية أخطار أخرى قد تواجهنا.
لقد تعرضنا لأضرار كبيرة وخسائر جسيمة في الشجر والحجر والبشر. وإذا كان من الممكن إعادة أعمار ما تخرب وتهدم من أبنية وممتلكات ضمن فترة قصيرة نسبيا، فإن إعادة إعمار ما تخرب وتهدم في النفوس والأرواح يحتاج إلى زمن أطول بكثير. زمن لا يقاس بالسنوات والعقود فحسب، وإنما يقاس أيضا بالجهود التي سنبذلها من أجل تحقيق هذه الغاية. ونحن نزعم أن مؤتمرنا هو جزء من هذه الجهود، نتمنى أن يكبر ويتطور في السنوات اللاحقة، وأن يؤتي النتائج التي يقام من أجلها.
وأكد وزير الثقافة بأن هذا المؤتمر هو مجرد خطوة أولى، وأنا واثق من أن جهودكم المشكورة ستحول هذه الخطوة الأولى إلى طريق واسع ممتد باتجاه الهدف الأعلى: إقامة مجتمع المعرفة المحصن ضد الأفكار المتطرفة الغيبية، حيث يسود العلم والعقلانية وأفكار التنوير.
مرة أخرى أتمنى لكم التوفيق في أعمال مؤتمركم، راجيا أن تثمر هذه الأعمال عن نتائج ملموسة، وأنا واثق أنها ستثمر.
وفي ختام كلمته قال السيد وزير الثقافة: أتوجه بالشكر للسيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس على رعايته الكريمة لمؤتمرنا هذا، ولكل الأنشطة الثقافية التي نقوم بها، والشكر كل الشكر، من قبل ومن بعد، لرئيسنا المفدى وصانع نصرنا وحامي عزتنا سيادة الرئيس بشار الأسد على اهتمامه الشخصي اليومي والدؤوب الكبير بكل ما يمس حياتنا الفكرية والفنية وعملنا الثقافي. شكرا لكم سيدي الرئيس، فرعايتكم الباسقة تظلل كل الفنانين والأدباء والمفكرين السوريين.
وتضمن اليوم محورين، المحور الأول الذي يحمل عنوان: «العقلانية ومجابهة الفكر الغيبي والفكر التكفيري وإعادة قراءة التراث الفكري والأدبي من منظور عصري وعلمي» وشارك فيها كل من: الأستاذ نبيل نوفل والدكتور نزار بريك هنيدي والأديب مالك صقور، ويأتي المحور الثاني تحت عنوان «الثقافة وتحديات العصر الرقمي ووسائل اتصاله وسبل مواجهة الضخ الإعلامي المضلل»، ويشارك فيها الأساتذة: هامس زريق، قاسم الشاغوري، حسن م. يوسف