احتفال في دار الأوبرا إحياء للذكرى الـ ٧٦ للنصر على النازية

0
5655
شارك فنانون وموسيقيون سوريون أبناء الشعب الروسي فرحتهم بالذكرى السادسة والسبعين للنصر على النازية خلال احتفال مركزي استضافه مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون وسط حضور شخصيات رسمية ومثقفين وعدد من أبناء الجالية الروسية في سورية.
الاحتفال الذي أقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة وسفارة جمهورية روسيا الاتحادية والمركز الثقافي الروسي في دمشق كان فرصة لعرض القدرات العالية لخريجي وطلاب المؤسسات الأكاديمية السورية في استحضار عيون الغناء والموسيقا الروسية التي قدمت طوال عقود من الزمن احتفالاً بحدث لطالما اعتبر الأهم في القرن العشرين.
وفي مستهل الاحتفال ألقى الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين كلمة أشار فيها إلى سعادة السوريين لمشاركة الأصدقاء الروس في انتصارهم الذي وضع حدا للفكر النازي والفاشي القائم على الهيمنة والتوسع الاستعماري مؤكداً أن ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية هو وليد ذات المخططات الرامية إلى الهيمنة والغطرسة لفرض الوصاية على السوريين وتوجيه سياستها بما يخدم مصالحهم.
وأكد سوسان أن توجه السورييين في الـ 26 من أيار الجاري للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس للجمهورية يمثل أحد أشكال رفضهم للتدخل بشؤونهم وتأكيد سيادتهم على قرارهم الحر منوها بأهمية الدعم الذي قدمته روسيا الاتحادية لسورية في حربها على الإرهاب والذي سيكون له الأثر في قيام نظام عالمي ينبذ الهيمنة ويحقق الرخاء للجميع.
فيما عبر القائم بأعمال السفارة الروسية بدمشق ايلدار قربانوف عن الشكر والامتنان لوزارتي الثقافة وشؤون رئاسة الجمهورية لما بذلتاه من جهود في تنظيم الحفل مستذكراً التضحيات التي قدمها الشعب الروسي في حربه ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية التي كانت الأكثر دموية وشراسة في تاريخ البشرية.
وقال قربانوف:”الإرهاب الدولي جلب عبر عشر سنوات الخراب للشعب الصديق في سورية لذلك قامت روسيا الاتحادية تنفيذاً لواجبها المقدس بمد يد العون لمساعدة الأخوة السوريين ونتيجة للجهود المشتركة عادت الأرض السورية لمظلة السيادة السورية”.
الحفل الذي قدمته مجموعة من الموسيقيين بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان جاء على شكل رؤية بصرية تضمنت أغنيات أوبرالية وشعبية روسية عن الحرب وآلامها منها “ليل داكن” و”السمراء” و”لو لم يكن هناك حرب” و”المعركة الأخيرة” بأصوات مغنين من خريجي وطلاب المعهد العالي للموسيقا مع عرض مشاهد توثيقية عن تضحيات الجنود الروس إضافة إلى فقرات سورية وهي مقطوعة “تدمر بوابة الشمس” للمايسترو عدنان فتح الله وأغنية “راياتك بالعالي” يا سورية وعروض راقصة لطلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية ولفرقتي جلنار والجمعية الشركسية.
الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة أكدت ضرورة ترسيخ ثقافة الصمود والتضحية والشهادة والدم الذي يدفع ثمنا للحرية ضمن كل المحافل ولذلك جاءت مشاركة الثقافة السورية للأصدقاء الروس فرحتهم اليوم وحزنهم على استذكار ضحاياهم ولا سيما أن هذه الحرب كانت مدمرة شعواء دفع فيها الجيش والشعب في روسيا ثمناً باهظاً لها ليذكرنا بما قدمه جيشنا الباسل وشعبنا الصامد من تضحيات ودماء في سبيل طرد التطرف والظلام من الأرض السورية.
وزير الإعلام عماد سارة أوضح في تصريح للصحفيين أن هذا الحفل قدم ببصمة سورية كاملة من الأداء إلى الغناء بمناسبة ذكرى انتصار الأصدقاء الروس على النازية والفاشية وهو بمثابة رد التحية من الشعب السوري على الحفل الذي أقامه الأصدقاء الروس في ذكرى عيد الجلاء في نيسان الماضي.
وأشار الوزير سارة إلى عمق العلاقات بين البلدين والتي تتجدد وتتجذر دائماً وخاصة في السنوات الأخيرة بعد أن امتزج الدم السوري والروسي وعمد هذه الأرض الطاهرة لتغدو العلاقة بين الشعبين الصديقين أقوى ما يمكن.
الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين اعتبر أن احتفالنا اليوم مع الأصدقاء الروس بهذه المناسبة يأتي من باب الإقرار بالدور الكبير الذي لعبه الاتحاد والجيش السوفييتيان آنذاك في الانتصار على تحالف النازية والفاشية والعسكرتارية اليابانية حيث ساهم هذا النصر في إنشاء منظمة الأمم المتحدة التي غلبت منطق القانون على القوة مشيراً إلى أن ما جمع سورية وروسيا في حربهما على الإرهاب هو محاربة الإرهاب التكفيري الذي لم يكن سوى وجه آخر للفكر النازي والفاشي.
حضر الاحتفال وزيرا شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام والسياحة المهندس محمد رامي مرتيني والدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من نواب الوزراء ومعاونيهم والمسؤولين وعدد من ضباط الجيش العربي السوري والجيش الروسي وعدد من رؤساء المنظمات والاتحادات والنقابات المهنية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بدمشق.