تحت رعاية السيد المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء، أقامت وزارة الثقافة احتفالية يوم الثقافة تحت شعار “الثقافة – ذاكرة وطن” بمناسبة عيدها الواحد والستين في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
ممثل رئيس مجلس الوزراء، وزير الثقافة الاستاذ محمد الأحمد قال في كلمته الافتتاحية:«تمر اليوم الذكرى الواحدة والستون لتأسيس وزارة الثقافة في سوريا. وقبل ذلك مرت ستة آلاف عام من الحضارة السورية التي وهبت العالم أول بذور الثقافة: أول أبجدية وأول نوطة موسيقية وأولى المدن وعمليات الزراعة وتربية الماشية».
وتابع:« أنا لا أملُّ من تكرار العبارة التي تقول: عند سورية يتقاطع التاريخ وتتقاطع الجغرافيا، ولهذا ليس غريبا أن تظل دائما حلما تتقاطع عنده أطماع الطامعين، وهدفا يسعى لتحطيمه كل الظلاميين كارهي الثقافة والحضارة.
فقد ولدت وزارة الثقافة في زخم أفراح الوحدة السورية المصرية، عندما كان الناس يتطلعون إلى المستقبل بعيون يملؤها الأمل، واليوم نحتفل بهذه الذكرى في زخم انتصارات جيشنا على الإرهاب وداعميه ورعاته، وما يزال الناس، ناسنا، يتطلعون إلى المستقبل بعيون يملؤها الأمل بوطن آمن معافى وحياة كريمة تعمها المحبة ويسودها السلام».
مردفاً:« أيها الأخوة، السنة التاسعة من هذه الحرب الكونية الشرسة على بلدنا تقترب من نهايتها، وسورية، بجيشها وشعبها وقيادتها، تقف صفا واحدا، راسخاً ومنيعاً، ضد الإرهابيين المعتدين القادمين من كل بقاع العالم، وضد الغزاة الذين يلوثون أرضها الطاهرة، فكانت حرباً القلم فيها أشرس من البندقية، والأدمغة فيها أفتك من القنابل، والقنوات الإعلامية أكثر تدميراً من الصواريخ العابرة للقارات. لقد فقدنا فيها الكثير من أحبائنا وأصدقائنا، والكثير من بيوتنا وموارد عيشنا، ولكن لم نفقد العزيمة والإصرار على تنظيف بلدنا من كل أثر لهذه العصابات الظلامية، وقطع كل يد غدارة خائنة تسهّل لها تحقيق مآربها الخبيثة».
وأكمل السيد وزير الثقافة قائلاً:« لدينا جميعا عمل ضخم نوضح من خلاله أن سوريا التي ظلت دائما مهدا للحضارات لا يمكن لأحد أن يحولها إلى ساحة لتسويق أفكار إجرامية متخلفة. وأن سوريا التي آوت عبر تاريخها آلاف المهاجرين واللاجئين من بطش الطغاة والمتجبرين لا يمكن أن تقبل على أرضها كل أفّاق مجرم، يريد أن يرهب الناس ويكدّر عيشهم.
نعم، لدينا عمل ضخم في مؤسساتنا الثقافية والإعلامية والتعليمية لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور المتحرر من الأوهام، وتعميق كل ما من شأنه أن يأخذ بيدنا إلى عالم أرحب وأكثر إشراقاً».
وختم السيد وزير الثقافة كلمته بتحية إكبار وإجلال لجنود الجيش العربي السوري المرابطين على الخطوط الأولى من أجل حماية سوريا وأرضها وشعبها وحضارتها من عدوان المعتدين.
كما توجه بالشكر إلى المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة لهذه الاحتفالية، مقدماً أسمى آيات الامتنان والعرفان للسيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على العناية الغامرة التي يحيط بها كل نواحي العمل الثقافي في بلدنا، وتوفير الدعم اللازم لإعلاء شأن الثقافة في سورية.
وبدأت الاحتفالية بعدة معارض داخل بهو دار الأوبرا منها معرض للآثار، الفن التشكيلي، والطفل، وركن خاص بالمسرح وآخر بالسينما، بالإضافة إلى معرض توثيقي عن أهم فعاليات وزارة الثقافة خلال عام 2019.
وشملت الاحتفالية تكريماً لعدد من القامات السورية في مجالات مختلفة من الفن والأدب والإعلام، ومنهم الفنان ممدوح الأطرش الذي علق على تكريمه بالقول:«التكريم هو رسالة للجميع بأن سورية بلد معطاء، يستطيع نفض غبار الحرب عنه، وإقامة الاحتفاليات الهادفة، وتكريم فنانيه ومبدعيه، والتكريم في يوم الثقافة هو لفتة كريمة من وزارة الثقافة لطالما اعتدنا عليها، كما أنه يحمل الفنان مسؤولية أكبر ليستمر في تقديم الأفضل».
الفنانة فاديا خطاب من المكرمات في يوم الثقافة قالت بدورها:«مهما تكرم الفنان في بلاد غير بلده لن يشعر بالفخر إلا حين يقف على مسارح وطنه مكرماً، ومن هنا تأتي أهمية هذه التكريمات التي تقوم بها وزارة الثقافة السورية بشكل دائم في فعالياتها ومهرجاناتها المختلفة».
المخرج سمير حسين أيضاً من المكرمين قال:«أرى أن التكريم في بلد مثل بلدنا سورية خطوة هامة، ففيها أسماء قديرة تستحق التكريم والتقدير في فعاليات واحتفاليات مثل يوم الثقافة، وليس فقط في مجال الفن بل في المجالات المختلفة كالآداب والفنون».
الأديب حسين عبد الكريم علي:«التكريم هو تحية من الوطن إلى عواطف الإنسان المكرم، ويعني لي هذا التكريم لأنه يجعلني صديق أحلامي أكثر، كما يؤكد على أن الثقافة دائماً تجد سبيلاً للحياة، وهذا ما يؤكده تكريمنا في احتفالية يوم الثقافة، ومن قبلها إقامة معرض الكتاب، وغيرها من الفعاليات التي تؤكد على ثقافة الحياة، والرقي الفكري».
كما تم تكريم كل من الفنان التشكيلي نزار صابور، ذياب مشهور، د.راتب سكر، د. عبدالهادي أحمد نصري، عبد الفتاح عوض، د.محمد زين، نعيم حمدي.
بالإضافة إلى تكريم كل من مدير عام متحف الإرميتاج الروسي السيد ميخائيل بيوتروفسكي، ومدير عام المتحف الوطني في سلطنة عمان جمال الموسوي.
وحضر حفل الافتتاح كل من نائب وزير الخارجية د. فيصل المقداد، ووزير الإعلام الاستاذ عماد سارة، وعضو القيادة القطرية، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام مهدي دخل الله، وممثل رئيس مجلس الشعب المخرج نجدة أنزور، ومجموعة من أهل الثقافة والفن ووسائل الإعلام.
يذكر أن فعاليات احتفالية يوم الثقافة بمناسبها عيدها 61، انطلقت في 25 / 11 / 2019 وتستمر لغاية 30 / 11 / 2019، وتتخلل هذه الأيام فعاليات ثقافية مختلفة في جميع المحافظات السورية.