برعاية السيد محمد الأحمد وزير الثقافة وقع الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية و الدكتور ميشيل لوكش المدير العام للمتحف الوطني في جمهورية التشيك، اتفاقية تعاون لتأسيس بعثة للتنقيب المشترك عن الآثار في منطقة الساحل السوري للكشف على آثار الحضارة السورية الإنسانية وذلك صباح اليوم الأحد ٩ حزيران 2019 في المتحف الوطني في دمشق.
ثم افتتح الأستاذ توفيق الإمام معاون السيد وزير الثقافة، والدكتور فيصل المقداد معاون وزير الخارجية، والدكتور ميشيل لوكش المدير العام للمتحف الوطني في جمهورية التشيك، والدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية، معرض صور بعنوان: ” القلاع في التشيك ” ضمت مجموعة صور للكنوز الثقافية التشيكية، ومنها القلاع والقصور والتي تعتبر المساكن التاريخية للنخبة الاجتماعية والحكام والطبقة الأرستقراطية، والمؤسسات الدينية، والتي تم بنائها في العصور الوسطى، من القرن الثاني عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر وفي العصر الحديث من القرن السادس عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر.
الأستاذ توفيق الإمام معاون وزير الثقافة أكد على حرص وزارة الثقافة على تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات الثقافية سواء في الآثار أو السينما والمسرح، وتابع الإمام: على هامش هذا المعرض تم توقيع مذكرة تفاهم بين المتحف الوطني في براغ و مديرية المتاحف في دمشق ومن بنود هذه الاتفاقية أن تقوم بعثة تشيكية بالتنقيب عن الآثار في الساحل السوري، ونشدد هنا بأنه وبتوجيه من وزير الثقافة ستوضع كافة الإمكانيات لإنجاح هذه الاتفاقية والمعرض”.
بدوره الدكتور فيصل المقداد معاون وزير الخارجية السوري تحدث للإعلام قائلاً: لابد من القول بأن الجمهورية التشيكية وقفت موقفا قويا جدا ضد الإرهاب، و حافظت على علاقاتها مع سورية على أعلى المستويات، وساهمت بمساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة، كما تابعت باهتمام كبير استمرار البرامج الثقافية بين البلدين، وأكد المقداد على أنّ الجمهورية التشيكية هي أرض حضارات ومن أجمل بلدان العالم، وحول أهمية الاتفاق الذي عقد بين البلدين السوري والتشيكي والذي جاء بمناسبته المعرض الذي تمّ افتتاحه تابع المقداد: توقيع الاتفاق الثنائي بين الجانبين ما هو إلا دليل على ذلك، وإننا مستعدون لمقابلة الجانب التشيكي بالمعاملة بالمثل، كما نأمل تطوير العلاقات على كل الأصعدة: السياسية والاقتصادية والحضارية والإنسانية، فسورية بلد حضاري تلتقي مع الجمهورية التشيكية في هذا الجانب، لذلك لابد من تلاقي جهود هذين من أجل خدمة الإنسانية والأمن والاستقرار في كل العالم”.
الدكتور ميشيل لوكش المدير العام التشيكي وفي تصريحه للإعلاميين قال: لنا الشرف بتقديم المساعدات لزملائنا السوريين المهتمين والساعيين للحفاظ على التراث والآثار السورية، والمساعدات التي قدمناها شملت الآلات و التجهيزات المطلوبة للقيام بهذا العمل، كما أننا نقدّر عاليا الجهد الكبير والمبذول للحفاظ على التراث السوري، كونه يُغني التراث الإنساني العالمي، ولقد أقمنا العديد من جلسات المشاورات بين الجمهورية السورية والتشيكية.
وأكد بأنّه لن ينتهي العمل عند حد توقيع الاتفاق وإقامة المعرض، لكن لحظة افتتاح المعرض هي انطلاقة جديدة لاستمرار التعاون بين البلدين، و نأمل بأن نباشر العمل هذا العام على الأرض السورية.
الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية تحدث للإعلام عن المعرض الذي يحتضنه المتحف الوطني بدمشق: يضم المعرض صورا للحصون والقلاع والقصور التشيكية، والغاية سواء من المعرض السوري الذي تمّ في براغ، أو المعرض الحالي بدمشق، هو تعريف كلا الشعبين بحضارة الأخر. وهذا التعاون سيكون مثمرا خلال المرحلة القادمة. وعن الاتفاقية التي تم توقيعها بمناسبة افتتاح المعرض أشير، بأنّ غايتها تأسيس بعثة تنقيب مشتركة سورية و تشيكية، تقوم بعملياتها في منطقة الساحل السوري، للكشف على آثار الحضارة السورية الإنسانية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن أصدقاءنا التشيكيين قدموا لنا مساعدات مهمة و مفيدة جدا في عمليات التنقيب السابقة، سواء من الأجهزة والآلات أو مواد الترميم، التي كانت الصعوبات بالغة في تأمينها بسبب الحصار الذي فرض علينا، وفي الختام إننا نشكر الجمهورية والشعب التشيكي على مواقفه الداعمة لنا”.