إضاءة على المتحف الوطني بدمشق ومتاحف أخرى طالها الإرهاب
2019-04-09
دمشق-سانا
تزخر سورية بالعديد من المتاحف الأثرية المنتشرة في عموم البلاد كشاهد على عظمة وعراقة الحضارة السورية ولعل أعرقها على الإطلاق متحف دمشق الوطني لما يضمه من قطع نادرة جمعت منذ تأسيسه عام 1919 في المدرسة العادلية بدمشق بعد أن قرر أبناء المدينة إحداثه فجاؤوا بالمقتنيات التي يمتلكونها وقدموها لتكون نواة له.
وعن المتحف الوطني في دمشق وأهميته وما طال بقية المتاحف السورية من تخريب ممنهج على يد الإرهابيين تحدث الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف ضمن ندوة أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية اليوم ضمن فعاليات مهرجان دمشق الثقافي بأن مخطط المتحف الحالي جاء ضمن مخطط “أيكوشار” أوائل ثلاثينيات القرن الماضي ثم نقلت إليه واجهة قصر الحير الغربي وتمت إعادة تركيبها على واجهة المتحف عام 1950 ليضاف إلى هذا المبنى لاحقاً بعض القاعات لافتاً إلى أن المديرية تعمل على إعادة تأهيل المتحف.
كما تطرق حمود إلى الوضع العام للمتاحف السورية والأضرار التي تعرضت لها على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث تعرض متحف تدمر لتخريب شديد وفقدت منه مجموعة من اللقى ونقل بعضها الآخر إلى جهات مجهولة مبيناً أن مديرية الآثار تقوم حالياً بأعمال توثيقية منهجية علمية عبر أحدث الأجهزة وبمساعدة جهات دولية مختلفة لتوثيق القطع الأثرية التي كانت موجودة داخله كاشفاً عن عزم المديرية إعادة افتتاح متحف تدمر في أوائل أيلول القادم .
ولفت حمود إلى الأضرار التي لحقت بمتحف الرقة وسرقة محتوياته من قبل التنظيمات الإرهابية والبالغة نحو 6 آلاف قطعة مسجلة عدا القطع غير المسجلة.
وفيما يخص متحف إدلب أوضح مدير الآثار أنه تعرض للنهب وهو يضم أثمن كنوز سورية ولا سيما أرشيف مملكة إيبلا إضافة إلى معرض متحف معرة النعمان الذي تعرض بدوره لأعمال نهب وسرقة وتحطيم ومتاحف بصرى ودير عطية وأفاميا ومتاحف التقاليد الشعبية في حلب ودير الزور.
وأكد حمود أنه رغم ما طال متاحفنا من إجرام وسرقة على يد الإرهابيين فقد استطاعت مديرية الآثار تأمين العديد من القطع ونقلها إلى متحفي دمشق وريفها من خلال التواصل مع المجتمع المحلي موضحاً أنه بفضل الجيش العربي السوري ولا سيما بعد تحريره للغوطة الشرقية ودير الزور تم العثور على الكثير من اللقى الأثرية عرضت عينات منها في معرض التحف المستردة العام الماضي ليناهز عدد القطع التي استردت 19500 قطعة حتى الآن.
ميس العاني
تصوير: فرحان الفاضل