أمسية عزف منفرد على آلة البايب أورغن يحييها أغيد منصور في دار الأوبرا ..

0
3507
أمسية عزف منفرد على آلة البايب أورغن يحييها أغيد منصور في دار الأوبرا ..
ملك الآلات الموسيقية هو اللقب الذي استحوذ عليه الأورغن دون منازع، وذلك لأنه أقدم الآلات، وأضخمها، وأوسعها مدىً صوتياً. وبعد أن عادت الحياة إلى آلة الأورغن الخاصة بدار الأوبرا عبر أعمال الصيانة بخبرة الاختصاصي أغيد منصور؛ أحيا عازف الأورغن المحترف أمسية عزف منفرد مساء الأحد 1 آب 2021 على مسرح الأوبرا.
ولعلّ أبرز مايميز آلة البايب أورغن من الناحية التقنية هو محاكاتها الأصوات الموجودة في الأوركسترا، بما تتضمنه من مجموعة صوتية توحي بوجود أكثر من آلة وأكثر من عازف، أما من ناحية الشكل؛ يفرض الهيكل الكبير للأورغن نفسه في صدر المسرح متضمناً الأنابيب المعدنية والخشبية المسؤولة عن تلوين وإصدار الصوت القادم من لوحة المفاتيح الخاصة بالمنصة الرئيسية للعازف. هذه الآلة الهوائية تتميز بتقنية صعبة تقوم على سريان الهواء في الأنابيب لإنتاج النغمات، وهي إذ تشبه البيانو في لوحة مفاتيحها فإنها تتميز عنه بوجود أربع طبقات من لوحة المفاتيح (وأحياناً أكثر)، ولا يقتصر عزف الأورغن على الأيدي فقط، بل أيضاً عبر الأقدام باستخدام السطر الثالث.
أولى النغمات التي حملها الأورغن إلى مسامع جمهور الحفل كانت “مقدمة للأورغن مع البيدال من سلم فا الكبير” اختارها الفنان أغيد منصور من مؤلفات الهولندي (جون بيترسون سويلينك) الذي يُحيي العالم ذكرى مرور 400 عام على وفاته؛ بعد التطوير الكبير الذي خلّفه في موسيقا الأورغن. وللموسيقي الألماني (يوهان سيباستيان باخ) حضرت ثلاث مؤلفات خاصة بالأورغن: “مقدمة كورالية بعنوان أنادي عليك أيها السيد يسوع المسيح” و”توكاتا وفوغ من سلم ري الصغير” و”مقدمة كورالية بعنوان تعال الآن يا مخلص الأمم”. وتجدر الإشارة إلى أن الأورغن الذي دخل الكنيسة في القرن العاشر أصبح مرافقاً معروفاً للصلوات الكنسية.
المقطوعة الخامسة حلّ فيها المايسترو ميساك باغبودريان ضيفاً في العزف، وهي “فانتازيا من سلم ري الصغير” للمؤلف الألماني (أدولف هيسه) والتي تحتاج إلى عازفيْن اثنين. كما استضاف الحفل عازف الكمان غطفان أدناوي في مقطوعة للكمان والأورغن. ومع المحطة التالية قدّم أغيد منصور “مقدمتين كوراليتين” للألماني (يوهانس برامس) حملتا تبايناً في الصوت بين العالي والضخم وبين الخفيف الناعم. أما ختاماً استعرض الأورغن إمكانياته مع “سيمفونية” خاصة بالآلة من مؤلفات الفرنسي (تشارلز ماري ويدور).
العازف أغيد منصور أوضح أن الأورغن الموجود في الأوبرا دخل سورية عام 2000 وبقي حتى 2012 محافظاً على لقب الأورغن الأكبر في الشرق الأوسط. ولفت إلى أن هذه الآلة لم تأخذ حقها في الانتشار وفي الترويج والإعلان، مؤكداً ضرورة العناية الشديدة بها نظراً لصعوبة عمليات صيانتها. وعن مصاعب التحضير لحفل الأورغن قال منصور إنه يحتاج إلى أشهر، فمن الناحية العملية يشارك معه فريق مؤلف من 20 شخصاً، لمدّ الأرضية على المصاعد وتدعيمها، وتحريك الآلة، وتشغيل المضخة. ومن الناحية الفنية يحتاج إنجاز البرنامج إلى أكثر من شهر، كما يحتاج إلى تمرين يومي يصعب تحقيقه لصعوبة نقل الآلة المستمر مع استضافة المسرح العديد من العروض.
رشا بندقجي – المكتب الصحفي في دار الأوبرا